back to top
المزيد

    أثر الشعبوية في العلاقات الدولية: تحليل الخطاب والهوية من المنظور البنائي

    هاشم عبد المطلب محسن/ قسم الدراسات الدولية- كلية العلوم السياسية- جامعة بغداد

    لم تكن الشعبوية ظاهرة جديدة في السياسة الدولية، ولكن الاهتمام بدراستها تكرّس بانتصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير المتوقع في الانتخابات الأمريكية عام 2016م، إذ ولأول مرة شهدت دولة مهيمنة على النظام الدولي الليبرالي مّداً شعبوياً جارفاً قاد فيه الرئيس ترامب صداماً تجاه ركائز النظام الدولي الليبرالي. وقد تركزت البحوث على التعريف بالشعبوية والأسباب والتداعيات الداخلية لها في العديد من مناطق العالم. من جهة ثانية، ظهر بوضوح التضاد بين الشعبوية ومعطيات النظام الدولي الليبرالي كالعولمة والمنظمات الإقليمية والدولية، والتغيرات التكنولوجية في مجال الاتصال التي أعادت تشكيل مفاهيمنا عن الحدود الوطنية، فضلاً عن زيادة التبادل التجاري وتنامي التبادل الثقافي والهجرة، وهي العوامل الأساسية التي تُسّهل من التعبئة الشعبوية. ويبدو أن الشعبوية هي طريقة مُحددة للتنافس على السلطة السياسية وممارستها، مع ملاحظة الكثير من الباحثين أنه ليس ثمة من الناحية الأيديولوجية وجود لنمط واحد من الشعبوية. تهدف هذه الدراسة إلى تقصي آثار الشعبوية في العلاقات الدولية من منظور المقاربة البنائية، والدافع لذلك يتلخص في الحجة التي تقول: إذا كانت للشعبوية عواقبها على السياسة الداخلية، فمن المنطقي الافتراض أن هذا التأثير يمتد أيضاً إلى السياسة الدولية مع تزايد تلاشي الحدود بين السياستين بسبب صعود النزعات القومية والحمائية المعادية للتعاون الدولي وللمؤسسات الدولية، والذي ظهر واضحاً أثناء مواجهة جائحة كورونا.

    في الواقع، تسعى الدراسات الأكاديمية الحديثة في العلاقات الدولية إلى تقديم نظرية متماسكة عن الشعبوية تفسر نجاح القوى الشعبوية وإخفاقها. إذ على الرغم من الثراء في الدراسات حول الشعبوية، لا تزال جوانب مهمة تحتاج إلى البحث المعمق، مثل: تعبئة الشعبوية للناخبين ضد التعاون الدولي والمؤسسات والترتيبات ما فوق الوطنية، وأيضاً التفاعل العابر للحدود بين الشعبويين أنفسهم وكيفية استفادة بعضهم من تجارب الآخرين. وهو ما يجعل الشعبوية ظاهرة عالمية تحتاج إلى المزيد من البحث في آثارها، خصوصاً في ظل العولمة ووجود تراكم معرفي بشأنها. ويبدو أن إشكالية هذه الدراسة تنحصر في الإجابة على السؤال الآتي: ما هو التأثير الذي تمارسه الشعبوية على النظام الدولي الليبرالي من وجهة نظر المقاربة البنائية كأحد النظريات الرئيسية في حقل العلاقات الدولية، وخصوصاً في افتراضاتها حول عنصري الهوية والخطاب التي تتشكل من خلال التفاعلات الاجتماعية؟ مبدئياً، تفترض دراستنا هذه وجود تأثيرات للشعبوية في العلاقات الدولية، خصوصاً في مواضيع جوهرية كالتعاون الدولي، والمنظمات الدولية، فضلاً عن المشكلات العالمية مثل الفقر والهجرة والتغير المناخي والركود الاقتصادي وغيرها. وعليه، فإن البحث في تلك التأثيرات من وجهة النظر البنائية هو هدف هذه الدراسة.

     

    لقراءة المزيد اضغط هنا