د. عبد الله ناهض/باحث في العلوم السياسية
د. شجاع محمود/باحث في العلوم السياسية
عادت الأوضاع لتنفجر من جديد في سوريا، إذ خلال أيام قليلة، حققت هيئة تحرير الشام بقيادة (أبي محمد الجولاني) وحلفائها تقدماً كبيراً على الأرض، كان مفاجئاً للرئيس السوري (بشار الأسد) وحلفائه روسيا وإيران وحزب الله. قابله انهيار الجيش السوري الذي، على ما يبدو، افتقد لإرادة القتال والدفاع عن النظام السياسي، بسبب عوامل عديدة لعل أهمها: الإنهاك الشديد جراء طول مدة الحرب، والمعاناة الاقتصادية للضباط والجنود. وقد يكون عامل الاستياء من أنهم مجرد أدوات للدفاع عن عائلة حاكمة لا دولة أو شعب من العوامل الأخرى المهمة التي أدت لعدم قتالهم ووقوفهم ضد مقاتلي هيئة تحرير الشام.
وبذلك، خلال عشرة أيام من تاريخ بدء الهجوم، الذي أدى إلى السيطرة على حلب وحماة ومناطق أخرى، كانت الضربة الكبرى تمثلت بالسيطرة على العاصمة دمشق، وهروب الأسد نحو روسيا.
أمام هذا التحول الاستراتيجي الذي شهدته سوريا في الآونة الأخيرة، فإننا بصدد بحث مجموعة من الجوانب ضمن هذه المقالة التي تحاول قراءة التحولات التي شهدتها سوريا.
ومن أهم النقاط التي سيتم التركيز عليها هي: الصراع الاستراتيجي بين القوى الدولية والإقليمية، والأمن الهُوياتي الذي تسعى كل من تركيا وإيران لتحقيقه عبر الانخراط في الحرب السورية.