كرار نوري حميد / كلية العلوم السياسية / جامعة تكريت
أسهمت التطورات التي رافقت وصول الرئيس الأمريكي السابع والأربعين (دونالد ترامب) إلى إدارة البيت الأبيض في إصدار العديد من الأوامر التنفيذية تجاه قضايا متعددة، أبرزها فرض تسوية تجاه قضية الحرب الروسية-الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث، وسياسات جديدة قد تنتقل تداعياتها لتؤثر في الأمن الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط والخليج.
ولأجل فهم التوجهات المرتبطة بمسار الإدراك الجديد للتفاعلات الدولية ضمن نطاق العلاقات الروسية الأمريكية وما ارتبط بها من دور للمملكة العربية السعودية، فمن الضروري فهم الغايات والوسائل الفعالة التي تتكون من ركيزتين أساسيتين تتمثلان في القرارات الحكومية التي يتخذها صناع القرار ومعالجة القضايا والمشكلات التي تواجههم.
وهذه القرارات تُتخذ من أجل تحقيق الأهداف المرسومة التي يُراد تحقيقها. فالهدف يُترجم بالغايات التي تسعى الدولة لتحقيقها في بيئتها الخارجية. ومن المعلوم في السياسة الخارجية أن الدول عندما تصنع سياستها الخارجية تحرص بداية على تثبيت أهدافها الحيوية المتلاحقة، وهو ما يعبر عن أحد مستلزمات نجاح العمل الاستراتيجي.
فكل هدف يجب أن يقترن بعمل واضح لتحقيقه، ووضوحه يتجلى في استخدام وسائل وصيغ لتنفيذه. هناك أهداف وطنية ذات نزعة مثالية، كدعم القانون بالعدالة الدولية ونشر الحرية، بينما يعتقد آخرون مثل أصحاب النظرية الواقعية أن الهدف الأساسي للدولة هو الحصول على القوة أو الحفاظ على التفوق.
وما سنبينه في هذه الورقة يرتبط بتساؤل رئيسي حول كيفية بناء المملكة العربية السعودية تجاه التقارب الأمريكي-الروسي؟