حسين عباس / باحث
المسألة الكردية هي تركة ورثتها الدولة التركية عند تفكيك الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى في عام ١٩١٨، على أثر اتفاقية سايكس – بيكو وتقاسم الأراضي العثمانية بين الفرنسيين والبريطانيين، وجد الأكراد أنفسهم منقسمين بين تركيا وسوريا والعراق.
ويشكل الأكراد في تركيا ثاني أكبر مجموعة عرقية بعد الأتراك، ويقدر عددهم ما بين ١٤-١٩ مليون من مجموع ٨٦ مليون نسمة ينتشرون في المناطق الجنوبية الشرقية من الأناضول، ويتمركزون في ١٨ ولاية من إجمالي ٨١ ولاية تركية. أهم المدن الكردية العشر هي أورفه، شرناق، أغدر، سيرت، موش، فان، بتليس، بتمان، ماردين، ديار بكر. وحسب التقرير السري الصادر عن مجلس الأمن القومي التركي في عام ١٩٩٦ بعنوان “المشاكل والحلول” والذي سربته صحيفة ملليت التركية، تأكد أن تعداد سكان الأكراد في تركيا سيقارب ٤٠٪ من سكان تركيا بحلول عام 2025.
تفاقمت تداعيات المسألة الكردية بشكل متسارع في مواجهة الحكومات التركية خلال العقود الثلاثة الأخيرة. ومع نمو الاقتصاد التركي وازدهار السياسة الخارجية، أصبح حل القضية الكردية ذا أهمية كبيرة لتحقيق الاستقرار في تركيا، ويمكن القول إن السبب الرئيس الكامن وراء التعامل مع القضية الكردية بهذه المقاربة المنفتحة هو سعي رجب طيب أردوغان إلى إجراء تغييرات واسعة في نظام الحكم الجمهوري الكمالي، وإخراج تركيا من العزلة.
ولكن، من جانب آخر، فإن ما يخشاه أردوغان هو انتقال حالة الاضطرابات في سوريا إلى الأراضي التركية عبر تأجيج النزعة القومية الكردية وإثارة التوترات المذهبية بين العلويين. ولذلك، يسعى أردوغان إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار الداخلي من خلال معالجة هذه القضايا الحساسة.