back to top
المزيد

    نظرية المجال الموحد: قراءة في الجغرافيا السياسية الكردية

    هاشم عبد المطلب محسن/ قسم الدراسات الدولية- كلية العلوم السياسية- جامعة بغداد

    تُعد دراسة الدولة ونشأتها ظاهرة مثالية للباحث في الجغرافيا السياسية وذلك لأنه ومن خلالها يمكنه تفسير ظاهرة شمولية ومُركبة من الأرض (الإقليم) التي يسكنها مجموعة من السكان، وينتظمون فيها من خلال مجموعة من القواعد والنُظم الأساسية التي تقوم على حمايتها وتنفيذها نُخبة حاكمة (السلطة). وهذه الدولة تقوم بممارسة سيادتها على هذا الإقليم، وبما يجعل الجغرافيا السياسية علماً تحليلياً تركيبياً يتمتع بالمرونة اللازمة للتعامل مع ظاهرة الدولة المركبة. لقد سعى (ستيفن بار جونز) من خلال نظرية المجال الموحد الى تقديم نظرية علمية في سياق جهود العديد من العلماء لأجل الوصول الى التكامل المعرفي بين الحقول والتخصصات المختلفة مُدعياً بأن معظم دول العالم نشأت وتطورت وفقاً للخطوط العريضة التي وضعتها نظريته، ولا يعني ذلك على الإطلاق إنكار التباين في ظروف النشأة بين دولة وأخرى. لقد كان لموقع كردستان، عبر التاريخ قيمة جيوستراتيجية وجيوبولتيكية كبيرة نظراً للعديد من الاعتبارات، لعل من أهمها تحكمها بقلب الشرق الأوسط ووظيفتها العازلة بسبب تضاريسها الجبلية القاسية التي أعطت شعبها مميزات ثقافية ونفسية ميزّتهم عن غيرهم من جيرانهم، كما وأعطتها خصائص المنطقة العازلة بحكم موقع التماس بينها وبين أقاليم العديد من الحضارات والدول عبر التاريخ.

    إن الموقع الجغرافي المعزول تتولد منه دولة عاجزة طبقاً لأحكام الجغرافيا السياسية وما يسمى بـ (نقمة المكان الجغرافي)، وفي حالة كردستان ساهمت الطبيعة الجبلية في عزل الأكراد عن بعضهم وعرقلت تطور وحدتهم الحضارية والثقافية وصولاً لتأسيس دولة كبيرة لهم على الرغم من دورها الكبير في العديد من صراعات المنطقة بحكم جغرافيتها السياسية المميزة.

    ونرى أن أهمية الدراسة ترجع الى الحالة الاستثنائية للجغرافيا السياسية الحالية لكردستان الممتدة رقعتها في العديد من دول الشرق الأوسط المهمة، فضلاً عن ثقلها السكاني، وكذلك ما أحيتهُ تجربة إقليم كردستان العراق من آمال عريضة بكسر الحاجز التاريخي، وترسيخ فكرة الأهلية السياسية للشعب الكردي وحقه في إنشاء دولته المستقلة، أسوة بغيره من شعوب المنطقة.

    يتلخص هدف الدراسة في الإجابة على السؤال الرئيسي: هل يمكن إجراء تطبيق جغرافي سياسي لنظرية المجال الموحد على حالة كردستان العراق؟ ويتبع ذلك العديد من التساؤلات الفرعية الأخرى مثل: هل تساعد تجربة إقليم كردستان العراق على تطبيق نظرية المجال الموحد؟ وكيف؟ وماهي الاستراتيجيات التي استخدمها إقليم كردستان العراق لتحقيق حلم إنشاء الدولة الكردية؟ وهل بإمكان هذه النظرية المساعدة في فهم مستقبل دولة كردستان المنشودة وكيف؟

    تفترض الدراسة ابتداءً من إمكانية تطبيق افتراضات نظرية المجال الموحد على الجغرافيا السياسية لكردستان، نظراً لأن هدف إنشاء نواة دولة كردية في العراق لم يعد خافياً وخصوصاً بعد إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق في 25 ايلول 2017م.

    لقراءة المزيد اضغط هنا