يعقوب يوسف الخضر – مهندس استشاري باحث في الشأن الاقتصادي
تقريباً في كل شتاء يعاني العراقيون من نقص حاد في تجهيز الكهرباء للمناطق العراقية، حيث تعزو الحكومة العراقية ووزارة الكهرباء هذا النقص إلى الانخفاض الكبير في إمدادات الغاز الإيراني. ويتمثل هذا الانخفاض في خروج ما يعادل 5,500 ميغاواط من الخدمة، مما يؤدي إلى زيادة في فترات انقطاع التيار الكهربائي للمستهلكين.
يعزى هذا الانخفاض الكبير في إمدادات الغاز الإيراني، الذي يلزم لتشغيل محطات توليد الكهرباء الغازية في العراق، أحياناً إلى أسباب فنية، وأحياناً إلى الزيادة الحادة في استهلاك الغاز داخل إيران نفسها في فصل الشتاء، مما يقلل من الكميات المتاحة للصادرات إلى العراق. وأحياناً أخرى، يعزى إلى عدم قدرة العراق على تسديد ثمن الغاز المستورد من إيران بسبب العقوبات الاقتصادية والمالية الأمريكية المفروضة على إيران، وعدم حصول العراق على الموافقات الأمريكية اللازمة لتسديد هذه المدفوعات. العراق يحصل عادة على استثناءات لشراء الغاز من إيران، ولكنها مرتبطة بموافقات الدفع وتحويل الأموال، والتي تمتد في بعض الأحيان من 30 إلى 120 يوما، كما حدث في الأشهر الأخيرة لإدارة الرئيس ترامب السابقة.
لذا، يجب على العراق اختيار مفاوضين ذوي خبرة ومهارات تفاوضية عالية لإقناع الجانب الأمريكي بأن استثناءات الشراء تعمل بشكل صحيح، شريطة أن تكون مرتبطة بالموافقات اللازمة للدفع وتحويل الأموال. وهناك من يعزو هذا الانخفاض في إمدادات الكهرباء إلى مناكفات وأسباب سياسية بين إيران والحكومة العراقية الحالية.
