الكاتب/ وحدة الدراسات الاقتصادية
على الرغم من المكاسب الاقتصادية التي حققها العراق، إلّا أنّ الاقتصاد العراقي لا زال هشًّا، وغير محوكم، كما أنّه اقتصاد غير قادر على الصمود، ومعتمد على الخارج، وعلى الرغم من أنّ العلاقات الاقتصادية بين العراق وسوريا لا تعطي تصورًا على أنّهما شريكان اقتصاديان محتملان، إلا أنّ التطورات السياسية والأمنية في سوريا، وفي العلاقات بين البلدين، قد تفضي إلى وجهٍ جديدٍ، يكون أمّا تشاركيًا أو عدائيًا، أو احتمالات البقاء على المستوى السابق نفسه قبل انهيار نظام بشار الأسد.
إنّ المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة لا تعفي العراق أن يكون متفرجًا عما يجري عبر الحدود، فقد يكون قادرًا على الوصول إلى ميناء طرطوس، وإحياء خط أنبوب النفط العراقي- السوري، مما سيعطي قدرة عليا على التنويع والوصول، كما أنّ تشابك الأوضاع الاقتصادية قد يقود إلى أن يستفيد كلا الطرفين من إمكانية توسيع طريق التنمية، ليشمل مجالات ومسارات أوسع، كذلك أنّ الإبقاء على دور المراقب في البعد الاقتصادي يجعل من الآخرين أكثر قدرةً على نيل المكاسب… ولكن، لا يُتوقع أن تلتحق سوريا بقدرتها الاقتصادية عاجلًا، فسنوات من العقوبات والاضطرابات والحروب، لن تسمح بانتقال اقتصادي سلس، إذ إنّه غير مُستبعدٍ أن تمرّ البلاد بسنوات من التجارب التي قد تتشابه مع التجارب التي خاضها العراق.
سيكون من الصعب التنبؤ بالعقبات الاقتصادية, إذا ما اتجهت القيادة السورية الجديدة إلى التطبيع مع إسرائيل، حينها ستكون هناك الكثير من الاعتبارات على المحك، ولا يبتعد الجانب الاقتصادي عنها، فقد تلجأ إسرائيل إلى توسيع دائرة نفوذها حسبما تعمل عليه الآن لتصل إلى الحدود العراقية, والاستفادة من المزايا التي يمتلكها العراق في إقليم كوردستان العراق وهو أمر مستبعد، وقد تلجأ إلى طرح أفكار تمسّ الأمن القومي للعراق, منها إحياء فكرة أنبوب النفط من الإقليم عبر الأراضي السورية، أو اقتراح إنشاء طريق رابط من كوردستان إلى المناطق التي تسيطر عليها ما تُعرف بـ ( قسد) , ومن ثمّ إلى مرتفعات الجولان وربطه بطريق نيودلهي – العقبة – اليونان ؛ ليكون منافسًا لطريق التنمية الذي يعمل العراق عليه، وهي سيناريوهات غير قابلة للتحقق في الواقع، بيد أنّ من الضروري العمل على تحقيق الأمن الاقتصادي, والتركيز عليه من الجارة سوريا.
من جهة أخرى تكمن الأهمية للعراق في أن يعمل بجدٍّ وحرص مع الشركاء الإقليميين لتحديد الفرص الاقتصادية التي يمكن العمل عليها، وتحليل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية السورية عن كثب؛ وذلك لتحليل الفرص، وتقديم الاقتراحات، والتي تدرأ عن طريقها المخاطر التي قد تحيط بخطط التنمية وطموحات العراق الاقتصادية.