المزيد

    العراق وبريكس: ديناميكيات النهوض والتحديات الجيوسياسية

    د سارة شكر أحمد/ تدريسية في جامعة النهرين/ كلية العلوم السياسية/ قسم الاستراتيجية

     العنصر الأهم في دراسة فرص النهوض وتحديات الجيوسياسية للدول هو ما يرتبط بكيفية تنظيم القوة، إذ يصعب الحديث عن الفرص والتحديات دون فهم كيفية تنظيم القوة داخل الدولة، وإذا ما تم توسيع مداخل هذا الافتراض، يُلاحظ أن هنالك اتجاهين في الدراسات الدولية والاستراتيجية يرتبطان بفهم القوة أحدهما يعتمد على قابلية القوة للتبادل، والآخر يتخذ المنحى الذي يتعاكس معه، إلا أنه من يمكن حسم هذا النقاش بالمعادلة التي طرحها هنري كيسنجر بشأن تعيين المجال الذي تستخدم فيه الدولة قوتها، ولعل هذا المبدأ هو الذي يحدد الأطر التي يمكن من خلالها فهم معنى حدود القوة في الإستراتيجيات الدولية المعاصرة، ويعد تكتل بريكس أحد  مجالات تعظيم القوة للدول، ولاسيما الدول الكبرى، حيث يمثل تحالفاً اقتصادياً ذو أبعاد جيوسياسية وأمنية قائماً على المصالح المشتركة. يهدف التكتل إلى تغيير موازين القوة بما يؤثر على التوازنات الاستراتيجية الدولية. وقد برز هذا الهدف بشكل واضح خلال قمة “بريكس” التي عُقدت في أكتوبر 2024 تحت عنوان”:تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين.

    خلال القمة، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تحدٍ للغرب، عكستها صور زعماء العالم المشاركين في القمة، ما يدل على تعزيز قوة التكتل دولياً وسعيه لإعادة صياغة دوره ومكانته العالمية. ويمثل هذا التوجه جزءاً من مساعي التكتل لتحويل النظام العالمي من هيمنة القطب الواحد إلى التعددية القطبية.

    كما شهدت قمة 2024 انضمام دول جديدة إلى التكتل، من بينها إيران، مصر، والإمارات العربية المتحدة، وهو ما يعكس توسع “بريكس” وزيادة تأثيره على النظام العالمي.

    وتزامناً مع رغبة دول “بريكس” في التوسع وإقامة تكتل اقتصادي عالمي، والتطورات التنموية العراقية على المستوى الاقتصادي وبما يتمتع به العراق من إمكانيات اقتصادية وفرص وتحديات ومع رغبة العراق في توسيع قاعدة علاقاته الاقتصادية والسياسية والأمنية ممكن أن يشكل الانضمام إلى بريكس فرصة للعراق للنهوض بالواقع الاقتصادي والسياسي والأمني. وفي مقدمتها فك الارتباط بالدولار الأمريكي على سبيل المثال.

      وعلى وفق قاعدة التفكير بالمصالح الوطنية، فإن الافتراض المنطقي الذي ينبغي على العراق التعامل معه، يجب أن يكون قائماً على أساس فهم درجة القدرة لدى صانع القرار في تحديد الحدود التي يتحرك عبرها باتجاه زيادة القوة أو من عدمه، فالأساس العام في هذه القاعدة هي القدرة المحفزة لإيجاد السلوك الإستراتيجي، والذي يتحدد وفق الإدراك السليم للدور والوظيفة ان وجدت وهذا ما يسعى اليه العراق في ظل بيئة إقليمية مضطربة سياسياً وامنياً واقتصادياً.

    وفقا لذلك، يمكن طرح سؤال مركزي هل تعد بريكس واقعا جيوسياسياً جديداً يفترض على العراق الانضمام إليه؟ وهل يمكن أن يكون الانضمام إلى “بريكس” أحد متطلبات فرص النهوض بالواقع العراقي؟

    سنحاول الإجابة عن هذا السؤال بتقسيم الدراسة إلى محورين يتناول المحور الأول: العراق ومقتربات الجيوسياسية الجديدة (بريكس)، والمحور الثاني بريكس ومقاربات تعظيم فرص العراق.

    لقراءة المزيد اضغط هنا