مركز البيان للدراسات والتخطيط يصدر كتاباً جديداً بعنوان (أهوار الرافدين والأراضي الرطبة.. النشأة والسكان وتغير المناخ).
جاء في مقدمة الكتاب تعد الاهوار العراقية من أكبر وأقدم المسطحات المائية في العالم. وهذا الموقع الفريد يضم نظاما بيئيا فريدا في تنوعه البيولوجي اذ تشمل مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات بما فيها تلك المهددة بالانقراض. وكذلك فإن الأهوار مرشحات طبيعية للمياه، ومورد مهم لاقتصاد سكانه، ووجهة سياحية وبيئية نادرة، لا سيما وأنها مقترنة بتاريخ قديم يعتز به العراقيون.
ويأتي هذا الكتاب بعد الأهمية المتزايدة للأهوار العراقية إثر وضعها في قائمة التراث العالمي، مما يوفر فرصا كبيرة للاعتراف الدولي بهذه الجغرافيا المرتبطة بذاكرة العراقيين، وتأمين الاعتراف الدولي والدعم الفني والمالي والحماية القانونية والمراقبة المحلية والدولية لهذه المسطحات.
وتعاني الاهوار في العراق من العديد من المشكلات، أهمها التغيرات المناخية والتصحر وتلوث البيئة. وهذه التحديات تؤثر سلبًا على البيئة والاقتصاد والمجتمع في هذه المناطق، فضلا عن مجمل الجغرافيا المجاورة، مما يجعل من دراسة هذه المشكلات ووضع استراتيجيات للتعامل معها ضرورة ملحة للحفاظ على هذا النظام البيئي الفريد.
ويستلزم من صانع القرار العراقي للتعامل مع التحديات التي تواجه الاهوار العراقية التوجه نحو عدة أمور، منها: خلق تعاون إقليمي لضمان تدفق كاف ومستدام للمياه، وتحسين جودة المياه الداخلة الى الاهوار، وتشديد الرقابة البيئية لمنع تصريف الملوثات في الأنهر، وإعادة التأهيل البيئي من خلال استعادة المناطق المتضررة، وحماية الأصناف البيئية المهددة، فضلا عن وضع استراتيجية متكاملة للتنمية المستدامة في الاهوار تشمل تشجيع السياحة البيئية والتاريخية، وتعزيز المشاركة المجتمعية في إدارة الموارد وحمايتها لضمان استدامة برامج حماية الاهوار.