د. خضير عباس الدهلكي/ باحث في شأن اليمين المتطرف الأوروبي
مثلت فترة الولاية الأولى (2016-2020) للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجربة رمزية، إذ تم انتخابه على أساس خطاب انعزالي شعبوي، وكان شعار حملته الانتخابية الأساسي (لنعيد لأمريكا عظمتها) لذا، مثل فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 منعطفاً ذو تأثير كبير في العلاقات الوثيقة بين اليمين المتطرف الأوروبي واليمين الأمريكي.
عكست خطب وتصريحات وآراء ترامب إبان حملته الانتخابية، والتي وصفت بالعنصرية وخاصة ما يتعلق بموقفه من المسلمين العرب واللاجئين، تناغماً مع رؤى وأفكار اليمين الشعبوي المتطرف في أوروبا وكان للخطاب الشعبوي لدونالد ترامب تأثيره الكبير في الفوز بالرئاسة بتركيزه على القضايا التي تهم الرأي العام مع التركيز على مواضيع محددة مثل اتفاقيات التجارة الدولية والتحذير من خطر داعش والدعوة إلى وقف الهجرة غير الشرعية.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترامب سبق أن كلّف مستشاره السابق ستيف بانون، مع اقتراب موعد انتخابات البرلمان الأوروبي للدورة التشريعية السابقة في أيار 2019 ” بالتوجه إلى أوروبا وعقد اجتماعات مع قادة الأحزاب اليمينية الشعبوية (مارين لوبان) رئيسة حزب التجمع الوطني الفرنسي و(ماتيو ساليفيني) رئيس حزب رابطة الشمال الإيطالية و(فيكتور أوروبان) رئيس الوزراء المجري و(نايجل فراج ) رئيس حزب استقلال المملكة المتحدة، وسبق هذه اللقاءات إعلان (ستيف بانون) عن تأسيس منظمة اسماها( الحركة) مقرها بروكسل تهدف لتشكيل تحالف يضم الأحزاب والحركات اليمنية المتطرفة في أوروبا واستقطاب أعضاء من البرلمان الأوروبي بغية التأثير في الأجندة السياسية الأوروبية، وحظيت تحركاته ونشاطاته بتهويل إعلامي من وسائل الإعلام والصحافة الأوروبية، ومع هذا كانت نتيجة تلك النشاطات الفشل التام.