د.زينب غالب جعفر/ جامعة تكريت / كلية العلوم السياسية
عادت سوريا إلى مقدمة الحديث عن الأوضاع في الشرق الأوسط بعد هدوءٍ دام ما يقارب خمس سنوات، إذ أن الإطاحة بنظام الأسد على يد المتمردين بقيادة هيئة تحرير الشام تمثل واحدة من آخر اصداء الربيع العربي أي أن الصراع الذي بدأ عام 2011 بهدف الإطاحة بنظام الأسد انتهى في 27نوفمبر عام 2024.
وعلى الرغم من انّ هذا الحدث قد يبدو للوهلة الأولى شأناً داخلياً، إلا أنّ توقيت الهجوم يجعل منه ذا شأن خارجي فهو نفس توقيت سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله وهذا يعني انّ من خطط للهجوم أراد انّ يستفيد من أمرين هما: الإرهاق الذي أصاب حزب الله عسكرياً ويستفيد من بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي قيد حركة حزب الله في الانتقال إلى سوريا، من جانب آخر استغلال ارهاق روسيا وتورطها في الحرب ضد أوكرانيا من أجل تحقيق النصر الذي يمكن المتمردين (هيئة تحرير الشام) من إعادة تنظيم الديناميكيات الإقليمية وتقريب روسيا من الدول المعتدلة والغرب وابعادها عن إيران وروسيا.