علي مبارك عبد النبي / باحث
يشهد إقليم كردستان العراق منذ عقود تنافساً على السلطة بين حزبين أساسيين وعائلتيهما: الحزب الديمقراطي الكردستاني وأسرة بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني وأسرة طالباني. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من الأحزاب الصغيرة والجديدة نسبياً والمعارضة، مثل حركة “التغير”، “تيار الموقف الوطني”، “الجيل الجديد”، وحزب “جبهة الشعب” الذي يرأسه لاهور الشيخ جنكي بعد انفصاله عن الاتحاد الوطني الكردستاني. على الرغم من وجود هذه الأحزاب والحركات السياسية الأخرى، لم تتمكن معظمها من التنافس مع الحزبين الكبيرين، باستثناء حركة التغير التي برزت ثم تراجعت، بينما بدأ حراك “الجيل الجديد” بالصعود نحو المنافسة مع الحزبين.
تسعى هذه الورقة البحثية إلى مناقشة ما إذا كان حراك “الجيل الجديد” يشكل تهديداً للحزب الديمقراطي الكردستاني أو الاتحاد الوطني الكردستاني. السؤال المطروح هو: أي من الحزبين أكثر تضرراً من صعود الجيل الجديد؟ للإجابة على هذا السؤال، سيكون من الضروري تحليل نتائج الانتخابات السابقة باستخدام لغة الأرقام. كما تهدف الدراسة إلى تحديد ما إذا كان يمكن اعتبار حركة “الجيل الجديد” بديلاً سياسياً للحزبين الرئيسيين في الإقليم. وما هي التحديات الكبيرة التي قد تواجه هذه الحركة، والتي قد تجعل نجاحها غير مستدام على المدى الطويل، كما حدث مع حركة “التغير”. بالإضافة إلى ذلك، سيتم التطرق إلى أسباب صعود حركة “الجيل الجديد” وأسباب تراجع حركة “التغير”، مع إجراء مقارنة بين الحركتين من حيث استراتيجياتهما وأهدافهما.
ويقدم الباحث في هذه الورقة مقارنة بين نتائج الانتخابات السابقة الخاصة بالبرلمان العراقي وبرلمان كردستان، من حيث عدد المقاعد ومجموع المصوتين، مع تحليل تأثير مشاركة حركة “الجيل الجديد” في الانتخابات على الأحزاب الكردية الأخرى. كما سيتم استعراض تجربة حركة “التغير” ومدى التشابه بينها وبين حركة “الجيل الجديد”.