الفريق الركن حسن سلمان خليفة البيضاني
قد يكون من السابق لأوانه، وفق التقديرات العسكرية المبنية على مستجدات الحرب المفتوحة التي تتجلى بأدق تفاصيلها في الصراع القائم حالياً بين فصائل المقاومة الفلسطينية المدعومة كلياً من حزب الله اللبناني، وأنصار الله في اليمن، وفصائل المقاومة الإسلامية العراقية في سوريا والعراق من جهة، وبين الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة بكامل ثقلها والعديد من الدول الأوروبية، والمؤيد بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل مجموعة من الدول العربية المنخرطة في مسار التطبيع، من جهة أخرى، التوصل إلى تصور متكامل لما ستؤول إليه هذه المواجهة. إذ تمتاز هذه المواجهة عن سابقاتها بتداخل معطياتها وتعقيداتها إلى حد يصعب معه تكوين تصور استشرافي متكامل حول نهايتها أو النتائج التي ستسفر عنها.
إن وحدة الساحات والتهديد بالاجتياح للجنوب اللبناني، والتصعيد غير المسبوق في استهداف القادة وعلى رأسهم الشهيد حسن نصر الله، والتباطؤ غير المبرر في إتمام السيطرة على غزة، ثم الانتظار الطويل للرد الإيراني، تلاه رد مبني على قدرات استطلاعية غير مسبوقة من قبل إيران في استهداف مقرات للموساد وأربع قواعد جوية، جميعها أحداث تتصاعد بوتيرة جنونية. حتى إن الصراع يمسي على حدث ويصبح على حدث آخر. أمام هذه الصورة الدراماتيكية نجد أنفسنا أمام أول حرب بين الكيان الصهيوني والفصائل المسلحة الإسلامية أو الفلسطينية تتجاوز في طبيعتها ومعطياتها ومدخلاتها، وحتى مخرجاتها التي لم تتضح بعد، جميع الحروب التي شهدها الشرق الأوسط، ولا سيما الحروب الست التي خاضها الكيان مع العرب والفلسطينيين.