back to top
المزيد

    واحة البيان

    المشاكل السياسية القادمة في إقليم كردستان العراق بعد انتخابات 2024

    رامي الشمري: باحث مستقل

    مع انتهاء انتخابات 2024 في إقليم كردستان العراق، من المتوقع ظهور مجموعة من المشاكل السياسية التي قد تؤثر على تشكيل وانتخاب الحكومة الجديدة.

    اليكم بعض المشاكل:

    • الانقسامات الحزبية واختلال ميزان القوى السياسية.
    • ان صعود قوى سياسية تعتبر نفسها الضد النوعي للطبقة السياسية او الحزب الحاكم وهذا ما لمسناه في الحملات الانتخابية من خلال تبادل الاتهامات فضلاً عن سلسلة عمليات الضغط التي مورست بحق المرشحين بحسب تصريحاتهم الاخيرة مما سيساهم في تعقيد عملية التفاهمات واضافة طابع الموقف في نفوس الاحزاب السياسية الاخرى، ومع حصول:
    • الحزب الديموقراطي الكردستاني على أكبر عدد من المقاعد (39) مقعد بواقع اصوات اكثر من 800.000 الف صوت.
    • وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني (23) مقعد
    • فضلا عن حركة الجيل الجديد ب (15) مقعد

    والاخير هو الاقرب لحزب الاتحاد و تربطه صداقة جيدة مع بقية الاحزاب التي كانت معارضة للحزب الحاكم فمن الممكن الذهاب  لعملية مراوغة سياسية ضاغطة محتملة ولكنها صعبة وستمر بمشاكل ومنعطفات خطيرة ، وهي تشكيل تحالف سياسي جديد يكون هو الاكثر عدداً للمقاعد النيابية وسيشكل حكومة بدون الحزب الديموقراطي الكردستاني  وعلى الاغلب لا يحصل أي من الحزبين الرئيسيين على  الأغلبية وقد نذهب لتجربه ( عدم اكتمال النصاب او كسره ) التي حدثت في برلمان العراق قبل تشكيل حكومة السوداني ، وهذا فعل لن يمكن أحد من تشكيل الحكومة بأريحية ،ولن تشكل إلا بالاتفاق والتوافق فيما بينهما وبين الأطراف السياسية الأخرى لأنه  من الصعب أن يتخلى أحد الحزبين الرئيسيين عن السلطة. وقد يكون الحزب الاسلامي الذي اشار بعدم مشاركته في الحكومة القادمة بسبب عدم الرضا عن نتائج الانتخابات (بيضة القبان) الذي سيحسم الصراع المتوقع.

    أن عملية تشكيل الحكومة الجديدة ستأتي بعد مخاض عسير قد يستغرق عدة أشهر، على إثر الخلافات بين الأطراف السياسية، خاصة بين الحزبين الرئيسيين، إلى جانب الظروف الإقليمية والدولية.

    حيث ان على الحزب الديمقراطي بذل جهود كبيرة جداً للمحافظة على المكتسبات الماضية وبقاء وضعه السياسي حتى اذ اضطر على التخلي عن اتفاقيات مسبقة كركوك مثلاً او تجزئة حصة الاقليم من الموازنة او المنافسة في حصة رئيس الجمهورية في الحكومة الاتحادية، من اجل عدم

    عدم التخلي عن رئاسة الاقليم فانه إذا تخلى عنها فستذهب منه الوجاهة وإذا تخلى عن رئاسة الوزراء فانه سيخسر في الانتخابات القادمة في 2028 واذا لم يرتب اولوياته في رئاسة مجلس النواب فان القوى الاخرى ستعمل على انشاء حكومة ظل وجبهه معارضة تستجوب الرئاسات والوزراء اسبوعياً.

    فوفق النظام الداخلي لبرلمان إقليم كردستان، يعقد البرلمان الجديد جلسته الأولى بدعوة من رئيس الإقليم بعد 10 أيام من تاريخ المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات، وتنتخب رئاسة البرلمان المكونة من الرئيس ونائبيه خلال الجلسة الأولى، وبعد أداء رئيس البرلمان الجديد اليمين تنتهي ولاية رئيس الإقليم.

    ويعتبر فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الإقليم لمدة 30 يوما الخطوة الثانية في آلية تشكيل السلطات الثلاثة في الإقليم، وبعد انتهاء المهلة القانونية ينتخب رئيس الإقليم داخل البرلمان ويؤدي اليمين القانونية ومن ثم يكلف من جانبه مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر لتشكيل الحكومة لمدة 30 يوما قابلة للتمديد.

    وقد تستمر الانقسامات الداخلية بين الأحزاب الكردية الكبرى، مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP) وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK). وقد ساهمت مسبقاً نتائج الانتخابات والمتبنيات السياسية للحزبين إلى تعزيز هذه الانقسامات، مما يصعب تشكيل حكومة ائتلافية فعالة.

     اما بخصوص أربيل والسليمانية ستبقى لعائلتي البارزاني وطالباني، ولكن كردستان ممكن في المستقبل تكون لخارج العائلتين خصوصاً مع صعود الاحزاب الجديدة واقبال الجمهور الكردي على عليها فضلاً عن نمو جمهورها مما سيحول في تغيير متوقع في الخارطة السياسية للحزبين الرئيسيين وبقية الأحزاب الكردية التقليدية كما حدث مع (كوران).

    ما بعد تشكيل الحكومة:

    ستواجه الحكومة في حال تشكيلها مجموعة من التحديات في مقدمتها:

    • الأزمة الاقتصادية

    يعاني الاقليم من أزمات اقتصادية متعددة، تشمل ارتفاع معدلات البطالة وندرة الموارد. وإذا لم تتمكن الحكومة الجديدة من معالجة هذه القضايا بشكل فعّال، فقد يؤدي ذلك إلى تفشي الاحتجاجات وعدم الاستقرار.

    • المطالب الشعبية المتزايدة

    تزايدت مطالب المواطنين بتحسين الأوضاع المعيشية والشفافية في الحكم. أي تراجع في الاستجابة لهذه المطالب قد يؤدي إلى تفشي السخط وعدم الثقة في المؤسسات السياسية.

    • الأمن والاستقرار

    مع استمرار التهديدات الأمنية من تنظيم داعش وغيره، بالإضافة إلى ميول حكومة الاقليم مع طرف دولي وعداء طرف دولي اخر مما سيجعله ممراً للصراعات والتصفيات فضلاً عن وجود قوى معارضة لحكومات مجاورة وايوائها   واستمرار القصف التركي مما يجعل من الوضع الأمني تحديًا كبيرًا. وأي فشل في تعزيز الأمن قد يعيد إشعال الصراعات الداخلية.

    الخاتمة

    تواجه الحكومة القادمة لإقليم كردستان العراق تحديات كبيرة تهدد مستقبل الإقليم.  وحتى الحلم الكردي الازلي وقد نذهب الى (اقليمين) فيجب على الأحزاب السياسية العمل على تجاوز الانقسامات وتحقيق التوافق،  وترتيب السياسة الخارجية مع ضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية وتعزيز العلاقة مع بغداد لضمان الاستقرار والتنمية المستدامة.

    اقرأ ايضاً