منار شاكر محمود/ تدريسية/ قسم الاستراتيجية- جامعة النهرين
أسهمت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في إحداث صدمة كبيرة داخل الكيان الصهيوني، إذ لم تنحصر هذه الصدمة في الجانب الأمني والاخفاق العسكري، بل أدرك الكيان الصهيوني الأثر العميق لمعركة طوفان الأقصى عليها محلياً وإقليميا ودولياً، خصوصاً من ناحية العنف ومعدل ضحايا المدنيين، كما أدخلت هذه المعركة أجهزة الدولة والمجتمع برمته في حالة من اختلال التوازن لم يشهدها الكيان الصهيوني قبل هذا التاريخ. وبدأت آثار عملية “طوفان الأقصى” تظهر على الكيان الإسرائيلي، فقد شهدت إسرائيل خلال عام منذ بدء هذه العملية سلسلة من الازمات السياسية والاقتصادية والمجتمعية.
أخذت أحداث طوفان الأقصى تؤسس لتداعيات كثيرة في الخطاب (الإسرائيلي)، إذ مثلت هذه الأحداث حجم الصدمة التي يمر بها المجتمع، واخذت هذه العملية تداعيات عميقة على الداخل بشكل عام، وعلى المشهد العسكري والسياسي والاقتصادي على وجه الخصوص. فقد أسهمت أحداث أكتوبر في إعادة التفكير بالصورة النمطية الآمنة التي يحاول الكيان الصهيوني تصديرها في الداخل، وحاولت بعض وسائل الاعلام الصهيونية تصوير المقاومة الفلسطينية بالتطرف والارهاب من أجل تقبل الأعمال غير الانسانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني، إلا أنها في الحقيقة لم تكن مؤثرة بسبب طبيعة التبدل في مسار الحدث.
وفي هذا الإطار، أكد (حاييم رامون) وهو أحد ابرز أعضاء حزب المعارضة ووزير القضاء السابق بأن إسرائيل” ليست على بعد خطوة واحدة من النصر، بل على خطوة واحدة من الهزيمة الاستراتيجية” وذلك لان الاحتلال يخوض أطول حرب في تاريخه، ولم يستطع حسم المعركة بالوقت الذي أراده، كما ان توسع دائرة الصراع ودخول جبهة المقاومة في لبنان “حزب الله” والحوثيين في اليمن وفصائل المقاومة العراقية فاقم الاحتكاك بين هذه الأطراف جميعها وتحولها إلى حرب واسعة في المحيط الإقليمي للكيان الصهيوني مما أدى إلى تغيير في اعتبارات الحرب وأهدافها كلياً. خاصةً وأن الكيان الصهيوني قد تخبط في التعامل مع الوضع العسكري وإدارة الحرب وفقاً لما تفرضه قواعد الاشتباك.