م. م كوثر يونس رشيد / مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية/ جامعة بغداد
تلقى الحرب الاسرائيلية-الفلسطينية بظلالها على سباق الانتخابات الامريكية، وتشهد هذهِ الانتخابات اهتماماً متزايداً بأمن اسرائيل والدعم الامريكي لها وان كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي كثفا جهودهم لجذب الناخبين وتوظيف هذهِ الحرب لصالحهم، إذ إن تجاهل اليهود الامريكيين او الفشل في التعامل مع الجالية اليهودية ودعمها يمكن ان يكون لهُ عواقب سلبية وخطيرة على السياسيين والمرشحين الامريكيين مما يؤثر على فرصهم للفوز في الانتخابات، ومن البديهي ان اصوات اليهود في الولايات المتحدة الامريكية تذهب لمن يدافع عن حقوقهم في الحرب الجارية بين اسرائيل وفلسطين، حيث أن هذهِ الانتخابات ستشهد تحولاً في توجهات الامريكيين اليهود لاسيما إذا علمنا ان اليهود في الولايات المتحدة الامريكية هم ليبراليون يتوافقون مع الحزب الديمقراطي ومتحالفين معهُ.
الإ أن هناك جهود مكثفة يبذلها الجمهوريون لاستثمار هذهِ الحرب لجذب اصوات اليهود وكسب دعم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الامريكية ولاسيما بعد الخطابات الاخيرة للحزب الديمقراطي عن هذهِ الحرب والتي شهدت انقسامات بين الناخبين اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي، اذ ان هذهِ الانتخابات ستكون حاسمة لمستقبل العلاقات مع اسرائيل حسب ادعاءات صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية.
وان بعض الكتاب الاسرائيليين يعتبرون ان سجل كاميلا هاريس المرشحة عن الحزب الديمقراطي معارضاً لإسرائيل ومتعاطفاً مع غزة كلما حاولوا دعم اسرائيل، في حين يتجهون الى سياسة ترامب والتي كانت حافلة بإنجازات لإسرائيل ليست بقليلة خلال مدة حكمهِ، مثل نقل السفارة الى القدس والاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان ومعاهدات السلام بين اسرائيل وبعض دول المنطقة وغيرها من القرارات التي تصب في مصلحة اسرائيل.
اما اهمية هذهِ الانتخابات تنبع من السياسات الخارجية الخاصة بالمرشحين ربما قبل السياسة الداخلية، وتأتي المؤشرات المرتفعة في هذا الجانب لصالح ترامب مرشح الحزب الجمهوري أكثر من كاميلا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي.
فتأثير اسرائيل على الانتخابات الامريكية يتمثل في اللوبي الاسرائيلي او اليهودي في الولايات المتحدة الامريكية، فقوة هذا اللوبي معروفة جيداً فيها ويتم استغلاله لخدمة الغايات الصهيونية في العالم لا سيما في الانتخابات الحالية الامريكية للتأثير في الحرب الجارية بين اسرائيل وفلسطين، إما بصورة مباشرة من خلال اليهود الموجودين في الولايات المتحدة الامريكية واصواتهم او بصورة غير مباشرة من خلال اقامة علاقات اقتصادية وسياسية مع الشركات والشخصيات صاحبة النفوذ والمال في الولايات المتحدة الامريكية.
ولا سيما عن طريق لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية “آيباك” وهي اهم جماعة مصالح ذات النفوذ والتأثير على السياسة الامريكية ، فضلاً عن اصحاب رؤوس الاموال والشركات العملاقة والمنظمات اليهودية كما ذكرنا سابقاً والتي تلعب دوراً محورياً ومهماً في دعم وتشكيل السياسة الامريكية والانتخابات الامريكية التي تهدف الى تحقيق مصالح اسرائيل وبقائها عبر اكثر الوسائل فعالية وهي التمويل والدعاية الانتخابية مثل ما فعلت ميريام أديلسون وهي مليارديرة اسرائيلية تسعى لإعادة ترامب للبيت الأبيض لذلك قامت بدعمه مالياً ومعنوياً خلال حملاته الانتخابية.
كما انه يركز على ان تكون القوانين التي يسنها الكونغرس والسياسات التي تنتهجها إدارة الرئيس الامريكي تصب في مصلحة اليهود واسرائيل.
ولذلك فإن اصوات اليهود مهمة جداً وحاسمة في الولايات المتأرجحة، ولا يهم من اي حزب يكون، ولكن الأهم من سيكون في خدمة اسرائيل ومصالحها ولا سيما في احداث الشرق الاوسط الحالية.