back to top
المزيد

    واحة البيان

    الصين وامريكا بين السياسة والاقتصاد كيف ستعيد الانتخابات الأمريكية تشكيل العلاقة بين بكين وواشنطن

    م.م. رياض محمد خلباس / مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية \ جامعة بغداد

    تعتبر الصين أحد أكثر الدول الكبر تأثراً وتأثيراً في الانتخابات الاميركية خصوصا الانتخابات الحالية فبالرغم من تصدر جمهورية الصين الشعبية بكونها تمتلك أكبر شبكة دبلوماسية حول العالم حيث أكد معهد لووي ومقره في سدني ان الصين تفوقت دبلوماسيا كأكثر دولة تمتلك تمثيل دبلوماسي في. العالم  حيث بلغ مجمل التمثيل الدبلوماسي للصين ٢٧٦ دولة بينما حلت الولايات المتحدة في المركز الثاني ب٢٧٣ دولة لكن يبدو ان هذا  لا يكفي وحده اذ تبقى الولايات المتحدة الأمريكية اكبر مؤثر في العلاقات الدولية بوجه عام والصين بوجه خاص فالولايات المتحدة تعد اكبر مؤثر في سياسة الصين والعكس صحيح أيضا اذا أكدت الولايات مرار وتكرار على خطر الصين عليها اذا أكد مجلس الأمن القومي الأمريكي ان الصين تمثل التهديد الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية .
    وعليه فإن الانتخابات الأمريكية التي تعد اكثر الأحداث الدولية أهمية وتأثر في رسم العلاقات الدولية والعلاقات مع الصين بالتحديد خصوصا انها  من الممكن ان تأتي بأشخاص قد يشعلوا المنافسة التجارية من جديد. فمنذ تولي ترامب الفترة الرئاسية السابقة والحديث عن الصين والحرب التجارية والتعريفات الجمركية
    إذا شن ترامب عام ٢٠١٨ مجموعة كبيرة من التعريفات الجمركية على التجارة مع الصين أحدث هذا الأمر عاصفة من التوقعات وشلت حركة التجارة بين البلدين. اذا أكد الخبير في العلاقات الصينية  الأمريكية (دا وي ) في جامعة تسينغهو في بكين إلى ان فوز  ترامب من جديد من شأنه ان يجدد المخاوف الكبيرة  المتعلقة بفرض التعريفات والعقوبات على شركات التكنلوجيا الصينية والذي من شأنه ان يسبب انهيار  التجارة بين البلدين  إلى ١٠٠ مليار بعد ان كانت اكثر من ٥٢٥ مليار دولار ومع هذا فإن التوصل إلى اتفاق بين البلدين ممكن ان يكون حل للعديد من التحديات التشغيلية وفق خبراء بنك (غولد مان ساكس ) وفي خطابه أمام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري  أكد ترامب انه سيشجع الشركات الصينية على اقامة عمليات في الولايات المتحدة  وأكد ترامب ان الطريقة التي سيبيعون بها منتجاتهم في أمريكا وهي التي تكون صناعتها في أمريكا
    وبالتالي فإن هذا النهج مشابه لما فعلته الشركات اليابانية إبان فترة التسعينات  حيث نقلت الشركات اليابانية خصوصا شركات صناعة السيارات  اذ نقلت مصانعها إلى الولايات المتحدة تجنبا للتعريفات الجمركية. اما السياسة الأمريكية إبان تولي جو بايدن فهي لا تختلف في شي مع الصين خصوصا ان الصين تعد كما قلنا اكبر تهديد للصين فلا تختلف سياسة الحزبين مع التعامل مع هذا التهديد الأكبر اذ أكد استاذ العلاقات الدولية في جامعة بكين [وانغ  دونغ ] الذي زار الولايات المتحدة الأمريكية اكثر من مرة اذ أكد وانغ ان ” الجمهوريين والديمقراطيين يتصارعون تقريبا في كل  شي إلا فيما يتعلق بسياستهم مع الصين فهم يتوافقون في هذا الشي إلا فيما يتعلق بسياستها مع الصين فهم  يتوافقون في هذا الملف المهم”  كذلك برزت  وفقاً  لدونغ ان هناك مدرستين فكرتين في الصين تهتم بهذا الحدث

    المدرسة الاولى: –
    ترى في ترامب انهُ يمثل التهديد الأكبر للصين خصوصا بوعوده الجادة في فرض المزيد من التعريفات الجمركية إضافة إلى احاطته بمجموعة كبيرة من المستشارين هم في الحقيقة الأكثر كرها للصين اما رئتيهم بجو بايدن فرغم فرضه التعريفات الجمركية خصوصا على قطاع صناعة السيارات الكهربائية إذا بلغت ١٠٠% إضافة إلى أنه سعى جاهدا على تضييق الخناق على موردي الرقائق الإلكترونية المهمة في صناعات شركات التكنلوجيا
    الا ان إدارته سعت لإعادة التواصل مع بكين من أجل منع تدهور العلاقات بين البلدين.

    اما المدرسة الثانية: –
    فترى الأمور عكس ما قيل إذا يؤكد “وانغ ” هذه المدرسة تشعر بالقلق من هاريس خليفة بايدن كمرشحة للحزب الديمقراطي اذ ان بايدن وهاريس بالغو بالقلق من الصين ودعوا مرارا وتكرارا الحلفاء إلى رص الصفوف أمام الصين وحاولوا دفع حلف الشمال الأطلسي إلى ادراج الصين كأكبر تهديد جيو سياسي.

    وفي الختام فإن الصين والولايات المتحدة يعدان الأكبر عالميا من الجانب الاقتصادي والسياسي   لذا فإن المنافسة بينهما ممكن ان تجر العالم إلى أزمات اقتصادية كبيرة تؤدي إلى ضرر كبير في سلاسل التوريد العالمية التي بدورها تؤدي إلى أزمة كأزمة الكساد العالمي عام ١٩٢٩ وازمة الرهن العقاري عام ٢٠٠٨_٢٠٠٧ حيث تبعها ركود عالمي كان له تبعات كارثية على الاقتصاد العالمي.

    اقرأ ايضاً