يعدّ نشر المقال أو البحث في أي مستوعب علمي معتبر ورصين انعكاساً لجودته وقوته العلمية، وبالنتيجة فإن كسب المصداقية والوصول إلى أكبر عدد من القراء وانتشاره على نطاق جغرافي واسع يعد أمراً مهماً للمقال أو البحث. إن عدد الدراسات العلمية الدولية لكل بلد هو من المؤشرات الهامة التي تسعى كل مؤسسة أكاديمية إلى تحقيقها، إذ يمكن لصانع القرار من خلاله وضع السياسات اللازمة لتوجيه البحث العلمي وتعزيزه أينما دعت الحاجة إلى ذلك.
ومع تزايد الاعتماد على المستوعبات أو المنصات الفهرسية الأكاديمية مثل “سكوبس” و”Web of Science (WoS)”، بات من الضروري أن تسعى المجلات العلمية العراقية إلى رفع تصنيفها والحصول على تصنيفات ومعامل تأثير عالمي.
ولتحقيق ذلك، يجب المعرفة التفصيلية بمعايير كل من مستوعبي “سكوبس” و”Web of Science (WoS)” في تصنيف وتسجيل المجلات الأكاديمية المحكمة، ومن ثم السعي لتطوير استراتيجية متكاملة بقيادة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، بالتعاون مع الجامعات من خلال مساعدي رؤساء الجامعات للشؤون العلمية، والمعاونين العلميين في الكليات والمعاهد، ورؤساء تحرير كل مجلة.
وقد سعت وزارة التعليم العالي العراقية منذ سنوات إلى تطوير الواقع العلمي من خلال حث الباحثين من طلاب الدراسات العليا والأساتذة على النشر في المجلات المفهرسة دولياً. وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تعكسه الإحصائيات السنوية في هذا المجال، إلا أن العديد من المشكلات ما زالت تواجه الباحثين، من أبرزها الوقوع في فخ المجلات المفترسة، ودفع مبالغ باهظة بالعملة الصعبة من أجل الترجمة ومتابعة النشر، فضلاً عن بقاء الأغلبية الساحقة من المجلات العلمية في الجامعات خارج التصنيفات الدولية. هذا يستدعي وضع خطة متكاملة لجعل عملية النشر والتصنيف أصيلة ومتجذرة محلياً، ومقبولة دولياً في الوقت ذاته.
والأمر أشد تعقيداً بالنسبة للدراسات الإنسانية والعلوم الاجتماعية في العراق، حيث إن العدد القليل من المجلات العراقية المفهرسة في المستوعبات العالمية يقتصر غالباً على المجلات المختصة بالمجالات التطبيقية، مما يستدعي أن تنظر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى هذا الأمر بجدية.