back to top
المزيد

    تفكك حلف شمال الأطلسي- الناتو: خطأ استراتيجي تفادته الولايات المتحدة بعد الحرب الباردة

    هشام قدري أحمد/ باحث ماجستير، كلية السياسة والاقتصاد- جامعة السويس

    نشأ حلف شمال الأطلسي North Atlantic Treaty Organization، أو كما يُعرف اختصاراً بـ “الناتو NATO”، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في أبريل/ نيسان 1949، عندما وقعت اثنتا عشرة دولةً (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بالإضافة إلى 10 دول أوروبية) معاهدة حلف شمال الأطلسي في واشنطن. وجاء تدشين الحلف كنتيجةٍ مباشرة لانهيار التحالف الكبير الذي جمع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية بهدف القضاء على النازية وإلحاق الهزيمة بدول المحور، وما استتبع هذا الانهيار من تصاعد العداء الإيديولوجي وتنافر المصالح السياسية والاقتصادية بين الكتلة الشرقية (الاشتراكية)بقيادة الاتحاد السوفياتي، والكتلة الغربية (الرأسمالية) وتتزعمها الولايات المتحدة في سياق ما بات يُعرف بالحرب الباردة. حيث كان الهدف الرئيس من تأسيس الحلف، محاولة التصدي للتمدد الشيوعي في أوروبا، سيما وأن الأقطاب الأوروبية الكبرى، وبخاصة فرنسا والمملكة المتحدة، قد استُنزفت اقتصادياً وعسكرياً خلال الحرب، ولم يعد بمقدورها مواجهة الأطماع السوفيتية، إلا من خلال إيجاد تحالف عسكري يجمع بين هذه الأقطاب والولايات المتحدة الأمريكية تحت مظلة واحدة.

    وبموجب المادة الثالثة من المعاهدة المنشئة للحلف، فإنه في سبيل تحقيق أهداف المعاهدة بصورة أكثر فعالية، ستعمل الأطراف بصورةٍ فردية أو جماعية على الحفاظ على امكاناتها العسكرية الفردية والمشتركة وتطويرها لمواجهة أي هجمات مُسلحة، من خلال المساعدة المستمرة والفعالة، سواءً المساعدة الذاتية أو المتبادلة.

    أما المادة الخامسة، والتي تعتبر  حجر الزاوية في ميثاق الحلف، فنصّت على أنه في حالة شن أي عدوان مسلح ضد واحد أو أكثر منها في أوروبا أو أمريكا الشمالية، فإن ذلك يعتبر عدواناً ضدها جميعاً، وعليه تتفق الأطراف على أنه في حالة وقوع مثل هذا العدوان المسلح، فإن على كل طرف منها، تنفيذاً لما جاء في “المادة 51” من ميثاق الأمم المتحدة المتمثل في حق الدفاع عن النفس بشكل فردي أو جماعي، تقديم المساندة والعون للطرف، أو الأطراف، التي تتعرض للهجوم، باتخاذ الإجراءات الذاتية، بالتعاون مع الأطراف الأخرى، دون تأخير. بما في ذلك استخدام قوة السلاح، التي يرى أنها لازمة لإعادة الأمن، إلى منطقة شمال الأطلسي، وتأكيده. ويتم إبلاغ مجلس الأمن، دون تأخير، بكل هجوم وعدوان مسلح، وكل الإجراءات المضادة المتخذة تجاهه. ويتم وقف الإجراءات، بمجرد اتخاذ مجلس الأمن للخطوات الضرورية، لإعادة السلام والأمن الدوليين.

    بانتهاء الحرب الباردة وانفراط عقد الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية، أثيرت بعض التساؤلات حول جدوى بقاء الحلف والهدف من استمراريته، سيما وقد انتفت الأسباب الباعثة على وجودة، من منطلق أن هزيمة الشيوعية وانهيار حلف وارسو العسكري المناوئ للناتو يقتضي بدوره تفكيك حلف الناتو إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في العلاقات الدولية وطي مرحلة الحرب الباردة، إلا أن الحلف ظل قائماً رغم ذلك، مُظهراً قدرته على التكيف مع الظروف والمتغيرات الدولية الجديدة التي أفرزتها مرحلة الأحادية القطبية، بل إنه أخذ يوسع حدوده باتجاه شرق أوروبا ليضم إليه دولاً جديدة، كانت حتى وقت قريب جزءاً من الفضاء السوفيتي، مثل بولندا ودول البلطيق.

     

     

    لقراءة المزيد اضغط هنا