د. أحمد عدنان الميالي / أستاذ العلوم السياسية / جامعة بغداد
يشهد النظام الإقليمي في منطقة الشرق الاوسط تنافساً مباشراً ومعقداً بين عدة أطراف، وهي إيران، تركيا، المملكة العربية السعودية، مصر، والكيان الإسرائيلي، بسبب التشابك والتقاطع والتداخل في الخلفيات البنيوية والمصالح الجيوسياسية، والاختلاف في التوجهات القومية الإسلامية والحضارية، وشهد هذا النظام بعد ٧ اكتوبر ٢٠٢٣، بروزا واضحاً في تحول التنافس إلى صراع، وتحديداً بين إيران والكيان الإسرائيلي، خاصة بعد التراجع المحوري للمنظومة العربية في النظام الإقليمي إزاء الحرب في غزة ولبنان، ومحدودية الدور التركي في الحرب وتذبذب مواقفها الإقليمية، مع صمت الفواعل الكبرى روسيا والصين، فإن بروز الصراع والتنافس بين إيران والكيان هو الأوضح في النظام الإقليمي، وتصاعدت خيارات ومسارات المواجهة من الحرب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة، في تغير دراماتيكي في سلوكيات الصراع بين العدوين لم تحصل إطلاقاً منذ التأسيس المصطنع للكيان الإسرائيلي في المنطقة عام ١٩٤٨م.
في ضوء تطور الأحداث، لايمكن فصل مايجري في غزة ولبنان من تداعيات وأحداث عن معطيات تصور هذا الصراع، ومع حتمية التصعيد والرد الإسرائيلي المرتقب فإن مستقبل النظام الإقليمي سيرتبط بشكل مؤكد، بطبيعة سيناريوهات المواجهة بين الطرفين، وسينعكس على مجريات الحرب الدائرة حالياً في الإقليم.
