back to top
المزيد

    مستقبل العلاقات الإيرانية الخليجية في عهد رئاسة بزشكيان

    مرَّت العلاقات الإيرانية الخليجية بمنعطفات مختلفة، عبر مراحل زمنية ممتدة، تأرجحت فيها ما بين الصراع وما يشبه الانفراج. ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، مرَّت العلاقات بين طهران والعواصم الخليجية بفترات متفاوتة ومتقلبة بين الصدام والتعاون. لقد كانت العلاقات التاريخية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول مجلس التعاون الخليجي متقلبةً؛ بسبب تدخل العوامل الجغرافية والدينية والثقافية والسياسية والأمنية. ورغم أن عدة حكومات في إيران من الطيفين الإصلاحي والأصولي حاولت إقامة علاقات جيدة مع دول مجلس التعاون، إلا أن العلاقات كانت متوترة وأحياناً مقطوعة لعدة سنوات.

    ورغم أن استراتيجية التهدئة في السياسة الخارجية الإيرانية بدأت مع الولاية الثانية لرئاسة الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، وحظيت باهتمام خاص خلال رئاسة الإصلاحي محمد خاتمي، إلا أنها خلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد، أصبحت العلاقات بين إيران والعواصم الخليجية معقدة ومتوترة بسبب تباين وجهات النظر بين الجانبين تجاه الثورات العربية. وعلى الرغم من أن طهران حاولت تحسين علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي خلال رئاسة حسن روحاني، إلا أنه لأسباب داخلية والظروف الإقليمية والدولية السائدة في تلك الفترة، ظلت العلاقات الثنائية متوترة.

    لكن الحكومة الأصولية الثالثة عشرة في إيران برئاسة الراحل إبراهيم رئيسي، من خلال تبني واتباع استراتيجية دبلوماسية الجوار، تمكنت من تحسين علاقات طهران مع دول مجلس التعاون الخليجي بعد 7 سنوات من التوتر، بدعم من مراكز صنع القرار في الداخل البلد. ومع ذلك، على الرغم من تطبيع العلاقات بين طهران والرياض وتحسن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وطهران، لا يوجد تقدم ملموس في العلاقات السياسية والاقتصادية الثنائية. ولم تصل العلاقات بين طهران والمنامة بعد إلى مرحلة إعادة العلاقات الدبلوماسية رغم الإشارات العديدة من الجانبين.

    تُسلّط هذه الورقة التحليلية الضوء على مستقبل العلاقات الإيرانية الخليجية، لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستتبنى طهران نهجا أكثر واقعية في سياستها الخارجية للحد من التوترات مع جيرانها وتحسين العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع عودة الإصلاحيين إلى السلطة في إيران؟ للإجابة على هذا السؤال، يمكن القول إنه بناء على المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية، يمكن تصور سيناريوهين متفائلين ومتشائمين بشأن مستقبل العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي في عهد رئاسة مسعود بزشكيان.

     

    لقراءة المزيد اضغط هنا

    علي نجات
    علي نجات
    علي نجات (سيد على نجات)، کاتب وباحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط مع الترکیز علی الحرکات الإسلامیة في العالم العربي، حائز علی ماجستیر في دراسات الشرق الأوسط وشمال أفریقیا من جامعة العلامة الطباطبائي في طهران.