back to top
المزيد

    إيران تثأر لنفسها وللحلفاء لترسيخ شرعية الوجود

    ترغب إيران في أن يكون لها مكانة استراتيجية في المنطقة؛ بسبب الإرث التاريخي التي تتمتع به إيران كدولة قوية، ومؤثرة وكبيرة في المنطقة، بغض النظر عن شكل النظام السياسي، ولم يتغير هذا المنحى الاستراتيجي في نظام ما بعد الثورة، في صياغة أهداف وركائز الدولة الجديدة، التي لا بد أن تراعي مصالح إيران القومية، وتعمل على تحقيقها.

    تتميز إيران بعلاقات وطيدة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ شكلت القضية الفلسطينية أحد الأركان الأساسية لعقيدة إيران السياسية في بناء دولتها بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وذلك لعدة اعتبارات؛ أيديولوجية، لذا عليها أن تدعم جميع الدول الإسلامية ضد الكيان الصهيوني، كما أن هناك اعتبارات سياسية كنتاج لعقيدتها في تبني مواجهة قوى الاستكبار والاستعمار، ونصرة للمستضعفين والدول التي تعرضت للاحتلال، وكذلك عامل مصلحي مرتبط بالقوة والمنفعة والمكانة على صعيد المنطقة.

    خلقت إيران لنفسها شبكة واسعة من الحلفاء في الخارج ضمن فكرة (محور المقاومة) حتى أصبح يُطلق عليها دولة قائدة المقاومة، وسمحت هذه الشبكة من الحلفاء بتوسيع نفوذها الاستراتيجي الإقليمي الذي تطمح إيران إلى لعبه في المنطقة، نفوذ يسمح لأعدائها التواصل وفتح خطوط التواصل معها للتفاوض والحوار وتحقيق الأهداف من أجل السيطرة على المنطقة، وكان الصراع مع الكيان الصهيوني، وما يزال ملفاً حساساً ومحوراً دائماً في اهتمامات إيران الخارجية، لذا شكّلت أحداث 7 أكتوبر وما تلاها من استمرار حرب غزة، الاختبار الحقيقي لمحورية إيران في هذه القضية، وفي هذا التوقيت، وفي ظل هذه الأحداث، يعد ذلك اختباراً لمكانة إيران الداخلية والخارجية، ولقدرات إيران التفاوضية، والدفاعية لدرء الخطر عنها أكبر قدر ممكن، ولإمكانياتها العسكرية والأمنية في مواجهة أي خطر خارجي.

    وما تتعرض له إيران منذ 7 أكتوبر من ضغط وهجمات أمنية واستخباراتية وعسكرية، واستهداف لقادة المقاومة من حلفائها في الخارج ومواقع استراتيجية لإيران في الداخل الإيراني، التي كان آخرها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (إسماعيل هنية) في طهران، يجعلنا أمام مجموعة من الأسئلة التي قد تكون أسئلة مفتوحة، الغرض منها التفكير، وليس حتمية الإجابة في ظل أنماط الصراع الدائر حالياً الذي تجاوز عنصر المفاجأة فيه العديد من المواقف والنظريات، سنحاول في هذه الورقة طرح بعض من هذه الأسئلة ومحاولة تقديم أفكار تساعدنا على فهم طبيعة أثر الحادثة على إيران، وإمكانياتها، والسيناريوهات المحتملة حول ردود الأفعال نتيجة الرد الإيراني على الكيان الصهيوني، هل سيكون الرد مباشراً أم غير مباشر؟ هل ممكن أن تندلع حرب؟ وغيرها من الأسئلة الممكنة.

    لقراءة المزيد اضغط هنا

    مصطفى السراي
    مصطفى السراي
    مدير قسم الدراسات السياسية في مركز البيان للدراسات والتخطيط،باحث واكاديمي في العلوم السياسية،حاصل على الماجستير في العلاقات الدولية / جامعة بغداد.