د. عباس كاظم جاسم الدعمي، جامعة كربلاء – كلية الإدارة والاقتصاد
علياء ثائر مردان، جامعة كربلاء – كلية الإدارة والاقتصاد
مما لا شك فيه أن الدولار الأمريكي يمثل العملة الأساس في العالم؛ بسبب قوة الاقتصاد الأمريكي، وأنه عملة الملاذ الآمن، إذ احتل الدولار الأمريكي بعد اتفاقية بريتون وودز 1944 مكانة بارزة في الاقتصاد العالمي ليحل محل الذهب والجنيه الإسترليني كوسيلة دفع رئيسية في المعاملات الدولية.
أن عملية تربع الدولار الأمريكي على عرش العملات لم يكن بين ليلة وضحاها، فقد مر برحلة طويلة تعود بداياتها إلى ظهور العملة الخضراء مع هجرة المستعمرين الأوروبيين إلى الولايات المتحدة في عام 1620، إلا أن المرحلة الحاسمة لظهور الدولار جاءت مع اتفاقية بريتون وودز في عام 1944، إذ أنشأت الدول الأعضاء من 44 دولة نظاماً اقتصادياً عالمياً بقيادة الولايات المتحدة، وكانت تلك المحطة هي البداية الفعلية لهيمنة الدولار الأمريكي عالمياً وتحوله من عملة محلية إلى عملة عالمية تربعت على عرش المعاملات التجارية بين الدول في النظام المالي الجديد نظام ما بعد بريتون وودز الذي جاءت به الولايات المتحدة، وعملتها الخضراء واعتمادهُ كمرجع رئيس لتحديد عملات الدول الأخرى.
كانت تمتلك الولايات المتحدة آنذاك 75% من ذهب العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان الدولار العملة الوحيدة على مستوى العالم والمغطاة بالذهب، إذ إن بقية الدول تخلت عن تغطية عملاتها بالذهب بعد حدوث التضخم في اقتصاداتها؛ مما دفعها إلى تكديس الدولارات الأمريكية واستبدالها كاحتياطي مستقبلاً، وبدأت العديد من الدول في استخدام الدولار كاحتياطي من النقد الأجنبي، وحافظ نظام بريتون وودز على أسعار العملات مقابل الدولار حتى عام 1971 أي عندما توقفت الولايات المتحدة عن تحويل الدولار إلى ذهب.
ومنذ ذلك الحين نما الطلب على الدولار كعملة احتياطية وللتجارة الدولية؛ بسبب استخدامه الواسع وحجم السوق الأمريكية، وللإجابة عن التساؤل: هل يمكن للعراق الاستغناء عن احتياطاته النقدية بالدولار واستبدالها بالذهب والمعادن الثمينة؟ لا بد أولاً من معرفة الأهمية التاريخية للذهب والمعادن الثمينة ودوها بالاقتصاد العالمي بشكل عام أولاً، ثم نسلط الضوء على الاقتصاد والعراقي بشكل خاص والتي يمكن توضيحها من خلال عدة محاور مبينه في الدراسة.
لقراءة المزيد اضغط هنا