د. خضير عباس الدهلكي / باحث في شؤون اليمين المتطرف الأوروبي.
د. عماد صلاح الشيخ داود/ أستاذ السياسات العامة في كلية العلوم السياسية / جامعة النهرين.
شهدت العديد من المدن البريطانية خلال الأيام الماضية تظاهرات لعناصر يمينية متطرفة، تخللها أعمال عنف ضد المهاجرين ومراكز الإيواء ومهاجمة دور العبادة للمسلمين واشتباكات عنيفة مع الشرطة، واندلعت التظاهرات في أعقاب ما حدث ليلة 29 / تموز 2024 في مدينة ساوثبورت شمال غرب إنكلترا، عندما قام شاب من أصول أفريقية بطعن ثلاث فتيات أدى إلى وفاتهن وإصابة ثمانية أطفال آخرين في مدرسة للرقص وإثر الاعتداء أوقفت الشرطة شاباً يبلغ 17 عاماً للاشتباه في ارتكابه “جريمة قتل ومحاولة قتل” واتهم” أكسل روداكوبانا” بقتل الفتيات الثلاث طعناً وبإصابة آخرين. وإن المشتبه به من مواليد كارديف لأبوين من رواندا، وانتقل إلى منطقة ساوثبورت في عام 2013.
استخدم عناصر اليمين المتطرف منصات وسائل التواصل الاجتماعي لتحشيد وتعبئة عناصرهم وتحريضهم على استخدام العنف ضد المهاجرين الأجانب مع التركيز على المسلمين منهم، وقد واجهت الحكومة البريطانية، وقامت بإجراءات عديدة منها اعتقال العناصر التي تقوم بأعمال العنف وإحالتهم للقضاء.
إن ما يسرده سير الأحداث يقول إن عناصر اليمين المتطرف كانت تتحين الفرصة لكي تمارس نشاطها التخريبي والعنصري الفاشي لتحقيق أهداف محددة منها:
أ- الضغط على الحكومة العمالية المتعاطفة مع المهاجرين لكي تغير من سياساتها إزائهم (أي المهاجرين)
ب- محاولتها إثبات وجودها في الشارع البريطاني الذي يشهد تعاطفاً واسعاً مع الشعب الفلسطيني في ظل حرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها قطاع غزة، ولا يستبعد وجود تنسيق وتحريض من الكيان الصهيوني، إذ يرتبط بعض شخصيات اليمين المتطرف البريطاني بعلاقات وثيقة معه والغرض هو خلط الأوراق على الحكومة العمالية التي تعهد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قبيل الانتخابات التشريعية.