كمران بلاني: مسؤول أبحاث في مركز الشرق الأوسط التابع لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

عقب الهزيمة العسكرية لداعش في العراق في صيف 2017، شن مقاتلو داعش العديد من الهجمات ضد القوات الأمنية العراقية، وقوات الأمن الكردية، والمدنيين في مناطق متعددة. وفقاً لتقارير وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب لعام 2022، كان العراق مركزاً رئيسياً لأنشطة داعش، بإجمالي 321 حادثاً مبلغاً عنه. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، انخفض عدد الحوادث، ولم يعد العراق من بين الدول الأكثر نشاطاً لمواقع داعش. بالإضافة إلى ذلك، لم يعد العراق من بين الدول العشر الأكثر تأثراً بالإرهاب، حيث انخفض إجمالي الوفيات بنسبة 65 في المئة في عام 2023. لقد فشل مقاتلو داعش في الحصول على دعم مجتمعي واسع النطاق لأنشطتهم في العراق، حتى في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم بين عامي 2014 و2017. هذا الانخفاض في الدعم للجماعة يمثل اهتماماً كبيراً للمهتمين بأمن العراق.

عقب سقوط داعش في العراق، خلال صيف 2023، أجرى المؤلف مقابلات مع عائلات أفراد مرتبطين بمقاتلي الدولة الإسلامية (داعش) في مركز الجدعة للتأهيل في منطقة القيارة بمحافظة نينوى. يستضيف المركز العراقيين العائدين من مخيم الهول في سوريا. من بين عدة ملاحظات بارزة، وجدنا أن الشكاوى الرئيسية بين هؤلاء الأفراد، سواء عند عودتهم من الهول أو توقعهم للعودة إلى مناطقهم الأصلية، تتعلق أساساً بمخاوف فردية تتعلق بالخدمات بدلاً من العوامل الأيديولوجية أو الانتقامية أو الطائفية أو المجتمعية. هذا الاتجاه يعكس تحولاً أوسع في مختلف المجتمعات في العراق، من التحيزات الطائفية المتأصلة إلى قضايا تركز على الظروف الاقتصادية والاجتماعية والحكم في السنوات الأخيرة. يعمل هذا التحول كدفاع ضد ظهور التطرف العنيف، وبشكل خاص نوع التطرف العنيف الذي كان لديه القدرة على تطرف عشرات الآلاف في العراق بعد عام 2003.

يهدف هذا الموجز السياساتي إلى تحليل التحولات السياقية في العراق منذ عام 2017 التي قيدت قدرة داعش على تطرف وتعبئة الأشخاص من أجل الإجابة عن السؤال الرئيسي: لماذا من غير المرجح أن تعود داعش في العراق؟ على وجه التحديد، يركز على انخفاض الروايات الطائفية العرقية، التي كانت في السابق تعمل كمحفز رئيسي لظهور الجماعات المتطرفة العنيفة في العراق. لفهم أفضل لكيفية تحول هذه الروايات، يعود هذا الموجز أولاً إلى العوامل الرئيسية التي لعبت دوراً في عمليات التطرف في الفترة التي سبقت عام 2014، والتي أدت إلى صعود داعش. بعد ذلك، سيركز على كيفية تغير احتياجات ومخاوف الناس، وكيف تنحرف عن الرواية الرئيسية التي استخدمتها داعش لتجنيد الأشخاص في فترة ما بعد الخلافة. في القسم الختامي، يتم تسليط الضوء على التحديات التي لا تزال قائمة في العراق، ويتم تسليط الضوء على أربع توصيات رئيسية، والتي ستهدف إلى تعزيز الصمود في العراق للاستثمار في تحويل الصراع طويل الأمد والوقاية منه.

 

لقراءة المزيد اضغط هنا