تُعد القضية الفلسطينية أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أكثر الأزمات غموضاً وتعقيداً في منطقة الشرق الأوسط، والتي بدأت منذ قيام دولة إسرائيل، وتحولت تدريجياً إلى أطول وأعمق أزمة دولية. ورغم أن العديد من المبادرات والإجراءات اتخذتها مختلف المنظمات والدول في العقود الماضية من أجل تحقيق السلام الشامل بين أطراف الصراع، إلا أنها لم تصل بعد إلى نتيجة مستدامة ومستقرة وبين الحين والآخر يتحول هذا الصراع مع أدنى شرارة إلى أزمة دولية بکل المقاييس.

وفي آخر المستجدات، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، رداً على الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجدِ الأقصى المبارك واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل، أطلقت حركة حماس عملية طوفان الأقصى. بدأت العملية عبر هُجوم صاروخي واسع النطاق شنته فصائل المقاومة، إذ وجهت آلاف الصواريخ صوب مختلف المستوطنات الإسرائيلية من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق، وتزامن مع إطلاق هذه الصواريخ اقتحام بري من المقاومين عبر السيارات رُباعية الدفع والدراجات النارية والطائرات، الشراعية وغيرها للبلدات المتاخمة للقطاع، والتي تُعرف باسم غلاف غزة، حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في سديروت، ووصلوا أوفاكيم، واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاثة، وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عدداً من الجنود، واقتادوهم لغزة فضلاً عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليات العسكرية الإسرائيلية.

وبعد هذه العملية، هاجمت إسرائيل أيضاً مواقع حماس، وأعلنت الحرب، وشنت هجوماً عسكرياً على قطاع غزة باسم عملية السيوف الحديدية. وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعادته السيطرة على جميع البلدات التي استولت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في غلاف قطاع غزة مع استمرار بعض المناوشات المتفرقة، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بدء ما أسماه حصاراً شاملاً على غزة، بما في ذلك حظر دخول الغذاء والوقود.

تسعی هذه الورقة البحثية إلى تحليل أزمة غزة 2023 على أساس المنهجية المعرفية لإدارة الأزمات وفق نموذج مايكل بريشر. وفي مراجعة نظرية إدارة الأزمات لمايكل بريشر، سيتم الإجابة عن السؤال الرئيسي، لماذا أصبحت أزمة غزة 2023 إلی أطول حرب تخوضها إسرائيل، وبعد مرور ما يقرب من تسعة أشهر لا توجد حتى الآن علامة محددة على نهاية الحرب؟

لقراءة المزيد اضغط هنا