د. خضير عباس الدهلكي/ مدير أقدم وزارة الدفاع
تُعد الانتخابات التشريعية بمثابة بوصلة لتوجهات الرأي العام والمزاج الشعبي، وتقييم القوى والأحزاب السياسية، ومن هي الأحق بتمثيله في البرلمان (السلطة التشريعية). ومن بين تلك الانتخابات هي انتخابات البرلمان الأوروبي، والتي تعد من كبريات الانتخابات التشريعية في العالم، وبالرغم أنها لا تمثل أولوية للمواطن الأوروبي إلا أن الاهتمام بها من قبل الشعوب والحكومات الأوروبية والأطراف الدولية يتزايد بها في كل دورة تشريعية، ومرد هذا الاهتمام يعود إلى أسباب عدة؛ لعل في مقدمتها أنها تمثل تقييماً واستفتاءً على سياسات مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن المخاوف من صعود أحزاب اليمين الشعبوي واليمين المتطرف ونيلها لمكاسب هامة على حساب الأحزاب التقليدية مما قد يتسبب في إعادة ترتيب التوازنات السياسية ومراجعة السياسات التي تقوم بها مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وعلى وجه الخصوص ضمن مجالات الأمن والسياسة الخارجية والهجرة والاقتصاد والمناخ.
في هذه الورقة، سوف نستعرض نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية وأبرز ردود الفعل على المكاسب الانتخابية التي حققتها الأحزاب اليمينية الشعبوية المتطرفة ودوافع إعلان الرئيس الفرنسي حل الجمعية الوطنية الفرنسية والتداعيات المحتملة لتأثير فوز قوى اليمين الشعبوي المتطرف على التشريعات والسياسات داخل الاتحاد الأوروبي تجاه القضايا الرئيسية مثل الأمن والهجرة واللجوء والحرب الروسية على أوكرانيا وقضايا الاقتصاد والطاقة والتغير المناخي والاضطراب السياسي في المشهد السياسي في فرنسا على إثر قرار حل الرئيس الفرنسي ماكرون حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة خلال الأسبوعين القادمين.