back to top
المزيد

    مركز البيان يشارك في مؤتمر العملي الأول حول الدفاع الكفائي المنعقد في العتبة العباسية المقدسة

    شارك المدير التنفيذي لمركز البيان للدراسات والتخطيط الدكتور علي طاهر الحمود في المؤتمر العملي الأول الذي أقامته  العتبة العباسية المقدسة وفرقة العباس القتالية بالتعاون مع كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد، تحت شعار (الدفاع الكفائي عقد من العطاء والبناء) وذلك بمناسبة مرور عشرة أعوام على صدور فتوى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني.
    وفي الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر التي حملت عنوان (المرجعية الدينية وبناء الدولة العراقية) قدم الحمود ورقة بحثية بعنوان ( ما قبل وبعد الفتوى: السيستاني وبناء الدولة والأمة في العراق)، تحدث فيها الحمود عن أن فتوى المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، لم تكن بمعزل عن سياق تاريخي طويل للحوزة الشيعية، اهتمت ببناء الدولة والأمة ضمن مسارات متنوعة، الا ان الخط الأصيل لحوزة النجف انتهى الى صياغة شكل من العلاقة بين الفقيه والدولة، تضمن اشتراطات عكست مكانة الدولة وبنائها والأمة وصياغتها في فكر السيد السيستاني.
    وقال الحمود، إنّ ورقته ناقشت “تأثير فتوى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني في تكوين الدولة والأمة العراقية بعد ٢٠٠٣، عبر تقديم تحليل شامل عن الفترة التي سبقت وتلت الفتوى وتأثيراتها الاجتماعية والسياسية”.
    وأشار الى أن السيد السيستاني تجاوز التنظيرات الفقهية التي دعت فيما سبق للعودة الى أشكال الدولة السلطانية، مبينا أن الدولة في منظور المرجع الأعلى دولة حديقة تستمد شرعيتها القانونية من المواطنين وتدعو للمساواة بينهم، وتحترم تنوعاتهم، وتؤمّن الخدمات لهم بكفاءة ونزاهة، فيما يرفض أيضا تجاوز القانون والدستور والعمل الموازي للدولة.
    وأضاف أنّ “فتوى السيستاني كانت حاسمة في مواجهة التحديات التي واجهت العراق بعد سقوط النظام السابق” مبينًا أنّ “الفتوى التي دعت إلى الجهاد الكفائي ضد التنظيم الإرهابي، لعبت دورًا محوريًا في توحيد الصفوف العراقية ومواجهة التهديدات الأمنية”.
    وتابع أنّ “الفتوى أسهمت في تأسيس شعور وطني جديد، وتحفيز المواطنين على المشاركة الفعالة في بناء الدولة، واستعرض البحث التأثيرات الاجتماعية التي خلفتها الفتوى، مشيرًا إلى أنّها أسهمت في تعزيز الهوية الوطنية والتلاحم الاجتماعي بين مختلف الطوائف”.
    واختتم الحمود بالتأكيد على أنّ فتوى السيد السيستاني كانت نقطة تحول تاريخية في تاريخ العراق الحديث، إذ لم تقتصر تأثيراتها على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت لتشمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية، مما ساهم في بناء دولة وأمة عراقية موحدة.