back to top
المزيد

    مقاربات مكافحة التطرف والإرهاب: تجربة الموصل أنموذجاً

    د. مهند حميد الراوي/ باحث  

    د. أنس سعد الراوي/ باحث

    إن تأثير إدراك صانع القرار العراقي لإدماج الوقاية والمنع كمبدأ للتعامل مع استراتيجية مكافحة الإرهاب، يتأثر بعوامل عدة، منها ما هو داخلي، ومنها ما هو خارجي، إلا أن التأثير الأبرز الذي يمكن أن يدفع صناع القرار بشكل عام إلى إعادة تقييمهم للبيئة هي عندما تحدث صدمة أو حدث كبير، يؤدي إلى عملية إزاحة للمدركات السابقة، كون أن تلك المدركات لم تواكب الحدث، أو لم تستطع أن تتنبأ أو تتوقع الحدث الكبير، الذي يشكل تحولاً في مجريات الأحداث على مدى زمني بعيد، من جانب آخر، فإن فهم حركة المتغيرات في البيئة الداخلية والخارجية يشكل أساس عمل صانع القرار، الذي يعمل على إحداث التوازن الداخلي والخارجي على السواء.

    إذ إن حجر الزاوية في حفظ الأمن القومي العراقي ينبع من القدرة على الوقاية من الإرهاب، والذي يتطلب استجابة متكاملة ومنظمة لمعالجة التأثيرات الخطيرة للإرهاب، يتطلب العمل على استراتيجية الوقاية مجموعة من التدابير تبدأ بجمع المعلومات وحماية الحدود والعمل الاستخباري، ومن ثم وضع استراتيجية واضحة المعالم، للوقاية من التطرف ومنع تحوّل المتطرفين إلى خلايا إرهابية فاعلة. ورغم أن عمليات التنظيمات الإرهابية لا تشكل تهديداً استراتيجياً بقدر الذي كانت تشكله في الأعوام التي سبقت، إلا أن التغاضي عنها وعدم معالجتها قد يشكل في المستقبل القريب تهديداً استراتيجياً لمنظومة الأمن القومي العراقي، الأمر الذي يتطلب معالجة هذه المعضلة عن طريق تكثيف الجهد الاستخباراتي إلى أقصى حد؛ كونها الأداة الفعالة لمعالجة العناصر المنفلتة لهذا التنظيم. وهذا يعني أن العراق قد يكون نجح إلى حد ما في تنفيذ استراتيجية مكافحة الإرهاب عملياً وميدانياً، إلا أنه لم ينجح في مكافحة التطرف سواء العنيف منه أو الناعم (الفكري) لأن الحكومة العراقية لا تمتلك رؤية واضحة فيما يتعلق بكيفية مكافحة التطرف العنيف.

    تشكل محافظة نينوى بشكل عام تنوعًا اجتماعيًّا خاصًّا متعدد الطوائف والأعراق، وقد تعرض في ظل سيطرة التنظيم لانتهاكات واسعة شكلاً ومضمونًا. فبالإضافة إلى الانتهاكات التي مُورست ضد تلك المكونات من مسيحيين و ايزيديين وتركمان، وهو ما اضطر أغلب تلك الطوائف إلى النزوح من مواطنهم، فقد قام التنظيم بتدمير هوية الموصل، وآخرها مسجد النوري الكبير الذي يمتد تاريخه إلى أكثر من 8 قرون. وقبل ذلك، قام التنظيم بتدمير الآثار في الموصل، ومنها متحف الموصل الحضاري، وآثار مدينة النمرود التاريخية، إجمالاً، ووفق وزارة الآثار العراقية وأثريين من الموصل، فقد دمر التنظيم نحو 90% منها تقريبًا، وقد دمر بعضها بحجة دعايات متطرفة، والكثير منها تمت سرقته وتهريبه إلى خارج البلاد باعتبار ذلك إحدى روافد تمويل التنظيم.

    لقراءة المزيد اضغط هنا