د. يحيى حمود حسن/ جامعة البصرة
إحدى صور الاندماج النقدي العالمي اليوم، هو استخدام نظام خدمات بنوك المراسلة الأجنبية “Correspondent Banks” والتي تمثل وسيطاً مالياً يقوم بالعمليات النقدية بديلاً عن المصارف المحلية في عمليات التحويلات للعمليات الاقتصادية الخاصة. وبالرغم من أن هناك مزايا ترتبط باستخدام بنوك المراسلة، والتي تتمثل بكونها محطة للتسويات النقدية العالمية، إلا أن هناك عدداً من المحاذير التي يتم تسليط الضوء عليها في هذا الجانب، ففي كثير من الأحيان، ومن التجارب العالمية التي طُبقت نتيجة لاستخدام بنوك المراسلة الأجنبية، فإن هذه البنوك (بنوك المراسلة) تضع البنوك المحلية الضامنة (المصارف العراقية كمثال) بين المطرقة والسندان في موضوع سداد المتطلبات المحلية، فغالباً ما تعرقل بنوك المراسلة الجهود للمصارف المحلية (المصارف الضامنة) في عملية الاندماج بمتطلبات التحويلات المالية العالمية، مما يجعل المصارف المحلية مقيدة بالشروط التي تفرضها البنوك المراسلة. إلى جانب ذلك، غالباً ما تتعارض القواعد المنظمة للبنوك المحلية الضامنة مع المتطلبات والشروط واللوائح التي تتبعها البنوك المراسلة، مما يضيف أعباءً جديدة على التداول المالي، وهذا العبء ممكن أن يتحول إلى تأخير في العمليات التجارية والعمليات الاقتصادية الأخرى الأعم التي ترتبط بها.