مسعود صدر محمدي: باحث إيراني خبير في شؤون تركيا والقوقاز.
يعتقد بعض المحللين والنقاد بأن الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب، والعمليات العسكرية التركية المحتملة ضد حزب العمال الكردستاني في العراق، لا تخلو من مكاسب، ستصب لمصلحة الجانب الإيراني.
وحول هذا الموضوع كتب الباحث بالشأن التركي والقوقازي «مسعود صدر محمدي» لموقع “united world” ما يلي:
بعد أن تناولت وسائل إعلام تركية عراقية مؤخراً خبر قرب انطلاق عمليات تركية عسكرية واسعة، من أجل القضاء على حزب العمال الكردستانيPKK”» في العراق، والتي لم تعلن تفاصيلها لغاية الآن، سيكون الهدف منها استئصال الإرهاب عبر القضاء على التهديدات التي تواجه تركيا، فبعد زيارة العراق من قبل الوفد التركي الرفيع، والذي يضم وزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن التركي، أصدر الجانبان بياناً مشتركاً أعلنا فيه أن حزب العمال الكردستاني يُعتبر منظمة غير شرعية لأول مرة، وأنه منتهكاً للأراضي العراقية بغية ضرب المصالح التركية، ويظهر هذا البيان التنسيق العالي بين الطرفين ورضا العراق عن ما ستقوم به تركيا على الأراضي العراقية.
وفي ذات السياق وبالنظر لمكانة العراق في حسابات ودهاليز الدبلوماسية الإيرانية، وتأثير هذه العمليات مستقبلاً على الوضع في سوريا، فإن الرؤية الإيرانية تبدو مهمة في هذا الصدد.
لم تُبدي إيران اهتماماً واضحاً بالبيان الصادر حول العمليات المحتملة في العراق، حيث من المستبعد أن تعلق إيران وبشكل شفاف قبل انطلاق العمليات العسكرية التركية، ومن الطبيعي أن تحترم طهران أي اتفاق مشترك بين بغداد وأنقرة حول تنسيق المواقف.
وبغض النظر عن الموقف الإيراني ما هي الرؤى المطروحة حول هذا الموضوع؟
يعتقد بعض المحللين بأن الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب، والعمليات العسكرية التركية المحتملة ضد حزب العمال الكردستاني في العراق، ستصب بمصلحة الجانب الإيراني وعليه يجب أن تؤازر وتدعم، ولا يخفى بأن حزب «بيجاك» الكردي الإيراني، والذي يعد فرعاً من حزب العمال الكردستاني، والذي ينشط منذ ثلاثة عقود، وهو العامل الرئيسي في زعزعة أمن واستقرار غرب إيران، كما قام بقتل عدد كبير من الجنود الإيرانيين بسبب أنشطته الإرهابية، وبالتالي فإن أي مواجهة لضرب هذه الجماعات يعد مكسباً للصالح الإيراني.
وقد أثبتت اضطرابات العام الماضي بأن «بجاك» وباقي الجماعات الإرهابية الموجودة داخل إقليم كردستان العراق، بأنها لن تدخر جهداً للقيام بأي أعمال تخريبية إذا ما أتيحت لها الفرصة.
من ناحية أخرى، يرى بعض الخبراء أن هذا الموضوع له صلة بالخط التجاري الخاص بصره – تركيا، الذي يشكل منافسًا الخط الإيراني. ويُعتقد أن التنسيق العالي بين تركيا وإيران، من خلال إضعاف الجانب الإسرائيلي، سيكون له تأثير إيجابي حتمًا على المدى البعيد لصالح الجانب الإيراني. وذلك لأن تل أبيب أيضًا تسعى لفتح ممر تجاري مع الهند، مما يعني أن العمليات التركية في العراق قد تكون محاولة لتأمين طريق يمتد على مسافة 1200 كيلومتر، وذلك لضمان نجاح مشروع طريق التنمية بين البلدين.