د. علي سعدي عبدالزهرة/ جامعة النهرين-كلية الحقوق
من المفترض أن يجري رئيس مجلس الوزراء (محمد شياع السوداني) زيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 15 نيسان/ابريل 2024 بناء على الدعوة من البيت الأبيض، وهذه أول زيارة رسمية يجريها (السوداني) لواشنطن منذ تسنمه لمنصبه، وتهدف هذه الزيارة إلى تطوير العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الأمنية والاقتصادية، فضلاً عن القضايا الإقليمية التي تخص منطقة الشرق الأوسط، يأتي على رأس تلك الملفات ملف التحالف الدولي التي تهدف الحكومة من خلاله بجدولة إنهاء وجود قوات التحالف، لا سيما أن القوات العراقية بمختلف صنوفها أثبتت قدرتها على دحر الإرهاب، وحماية حدود البلد وحفظ سيادته، أما الملف الثاني الذي ستتم مناقشته هو الاقتصادي التي تهدف الحكومة من خلاله برفع العقوبات الأميركية المفروضة على بعض البنوك العراقية وتطوير الاقتصاد.
يستقبل الرئيس الأميركي (جو بايدن) في 15 نيسان/ابريل رئيس الوزراء العراقي (محمد شياع السوداني) في إطار زيارة رسمية يقوم بها إلى واشنطن، وتأتي الزيارة بعد فصول عديدة من التوتر بين واشنطن وبغداد التي تطالب بإنهاء مهمة التحالف الدولي، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان أن من المقرر أن يناقش الرئيس (بايدن والسوداني) التعاون حول القضايا المشتركة ذات الأولوية وتعزيز الشراكة الثنائية القوية بين البلدين، ومن المقرر أن يبحث الطرفان وفق البيان التزاماً مشترك في ضمان هزيمة (داعش) الإرهابي وتطور عمل المهمة العسكرية بعد حوالي عشر سنوات على تشكيل التحالف الدولي، وسيناقش الطرفان كذلك الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الإصلاحات المالية والنمو الاقتصادي وتحديث البنية التحتية الخاصة بالطاقة في البلد النفطي، وهذه أول زيارة رسمية يجريها السوداني لواشنطن منذ تسلمه منصبه في أكتوبر 2022، وأورد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن الزيارة تهدف للبحث في أفق العلاقة المستقبلية في مرحلة ما بعد التحالف الدولي لمحاربة (داعش) الإرهابي، وأفضل السبل للانتقال إلى شراكة شاملة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والثقافية والتعليمية والأمنية، وأضاف البيان أن (السوداني وبايدن) سيتشاوران حول مجموعة من القضايا خلال الزيارة، بما في ذلك أهم القضايا الإقليمية، وجهود ترسيخ الاستقرار في المنطقة.
وتأتي الزيارة في توقيت حرج، ولا سيما مع بقاء (6) أشهر على إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي يهتم فيها الناخب الأميركي بالشأن الداخلي فقط، وأن الزيارة ستناقش جدولة الوجود الأجنبي في العراق، ووفقاً للباحث (عبد العزيز العيساوي) توجد أبعاد داخلية وخارجية للزيارة. وداخلياً، يكمن الهدف الأول للزيارة هو البدء بخطوات فعلية يمكن تطبيقها للحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي لجدولة الوجود الأجنبي، إضافة إلى العلاقة بين المركز والإقليم والاقتصاد والاستثمار وإصلاحات الحكومة، وأن البعد الخارجي هو توجهات العراق بتدعيم السياسة الخارجية الفاعلة إقليمياً ودولياً، وأشار إلى وجود اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وهذه الاتفاقية لا يمكن تفعيلها إلا من خلال الزيارات المتبادلة، وكذلك فإن وجود التحالف الدولي يتطلب حوارات سياسية، إضافة إلى الكثير من الملفات الاقتصادية المشتركة وأخرى مثل التعليم والتبادل الثقافي والطاقة، وأن الحكومة بعد أن كثفت جهودها، وبدأت خطوات برنامجها، ووصلت إلى مرحلة الحصاد وقطف ثمار الإنجاز الداخلي، أنها لا تريد إهمال الملف الخارجي.