المزيد

    الأرض الجافة: تفاقم أزمة المياه في العراق

    زينب شُكر / أستاذ مساعد في علم الاجتماع / جامعة سام هيوستن ستيت في تكساس.

    الماء هو جزء أساسي من قصة العراق، المعروف أيضاً باسم أرض النهرين، حيث نشأت بعض أقدم الحضارات في العالم. استمرار الحياة وتطور السجل الإنساني في هذه الأجزاء من العالم كان إلى حد كبير نتاج توفر المياه الوفيرة والأراضي الخصبة وقدرة الناس الذين استقروا هناك على استغلال هذه الموارد وتشكيل مجتمعات معقدة حولها. ومع ذلك، ما كان يُعرف ذات يوم بجنة عدن أصبح الآن صحراء قاحلة. الموارد التي سمحت للناس بالعيش والازدهار في بلاد ما بين النهرين/العراق تختفي، تاركة وراءها ليس فقط الدمار البيئي ولكن أيضاً توترات اجتماعية واقتصادية وسياسية متفجرة.
    أسباب نقص المياه في العراق ناتجة عن عدة عوامل: البنية التحتية الضعيفة وقدرات الدولة المحدودة، مشاريع الطاقة الكهرومائية المستمرة التي بُنيت في المنبع من قبل تركيا وإيران، وتفاقم الظروف المناخية التي تؤثر على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد والممتد وانخفاض مستويات الهطول. توقعت بعض التقارير أنه إذا تُركت التهديدات المناخية دون معالجة، فإن الفرات ودجلة، النهرين الرئيسيين للعراق، سيجفان بحلول عام 2040.النهران، اللذان ينبعان من تركيا ويمران عبر سوريا قبل أن يصلوا إلى العراق، هما مصدر حوالي 98% من إمدادات المياه في البلاد.
    إن الأمر مقلق بما فيه الكفاية، لكن التداعيات لن تنتهي عند هذا الحد. إذا لم يتم التعامل مع أزمة المياه في العراق برد فعل قوي، ستتبعها اضطرابات داخلية. سيكون للعراق غير المستقر عواقب اجتماعية واقتصادية وسياسية خطيرة على جيرانه. وبالتالي، تُطلب تدابير فورية من جانب الحكومة العراقية فضلاً عن الوكالات الدولية لمعالجة مشكلة نقص المياه.

    لقراءة المزيد اضغط هنا