د. خضير عباس الدهلكي- باحث متخصص في شان قوى اليمين المتطرف الاوربية
مقدمة
يُعد البرلمان الأوروبي أكبر وأهم هيئة تشريعية ديمقراطية جامعة لممثلي نحو 500 مليون مواطن في دول الاتحاد الأوروبي وقد تم التوافق عليه بالرغم من تعدد الخلفيات القومية للدول الأعضاء فيه، وحجم كتلته السكانية الانتخابية الضخمة، فكانت البداية مع «السوق الأوروبية المشتركة» (قبل أن يصبح الاتحاد الأوروبي).
ليظهر منذ أول جلسة مفهوم البرلمان الأوروبي في معاهدة روما عام 1957، التي أدت إلى تأسيس المجموعة الاقتصادية الأوروبية، وعقدت جلسة تأسيس الجمعية البرلمانية الأوروبية في مدينة ستراسبورغ الفرنسية بحضور 142 عضواً في 19 مارس/آذار عام 1958ليطلق عليه حينها «التجمع البرلماني الأوروبي»، قبل أن يصبح لاحقاً البرلمان الأوروبي في 30 مارس/آذار 1962. وتطور هذا التجمع الديمقراطي الكبير نحو «الديمقراطية المباشرة»، بانتخاب الشعوب لممثليها فيه، بعد قمة السوق الأوروبية في باريس عام 1974، بدأت هذه العملية بعد عام 1978، وينتهي العمل باختيار النواب في البرلمان الأوروبي من قبل البرلمانات المحلية، في الانتخابات الأولى لهذا البرلمان في يونيو/حزيران1979.
اليوم قرر الإتحاد الأوروبي تنظيم انتخابات البرلمان الأوروبي للدورة التشريعية لعام 2024 في الفترة من 6 إلى 9حزيران/ يونيو 2024، التي ستكون العاشرة منذ أول انتخابات مباشرة في عام 1979، كما أنها أول انتخابات للبرلمان الأوروبي تُجرى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.
أولاً- نظرة عامة على مؤسسة البرلمان الأوروبي:
يتم انتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي كل خمس سنوات عبر الاقتراع العام، الذي يبدأ بعملية اختيار رؤساء المؤسسات الأوروبية الرئيسية (البرلمان والمفوضية والمجلس)، وستُجرى الانتخابات التشريعية للدورة المقبلة 2024-2029 المقبلة لاختيار 720 عضواً في البرلمان الأوروبي في الفترة ما بين 6 و9 حزيران/ يونيو 2024. وتعتبر أكبر عملية تصويت عابرة للحدود في العالم، حيث يشارك أكثر من 400 مليون ناخب مؤهل من جنسيات مختلفة في عملية التصويت لممثليهم السياسيين في البرلمان الأوروبي.
يتمثل دور البرلمان الأوروبي حالياً بكونه «أصبح المؤسسة الرئيسة التي تُمثّل شعوب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فهو مدرج في المعاهدات وله الأسبقية على جميع السلطات الأوروبية الأخرى». موضحاً أنّ «اختصاصاته تمتدّ بشكل مستمر، إذ لديه سلطة تشريعية حقيقية وقوة كبيرة فيما يتعلّق ببعض الملفات، فضلاً عن دور المراقبة الذي يضطلع به ويتبنى مع المجلس الأوروبي، تشريع جميع القوانين الأوروبية، وكذلك الميزانية السنوية التي تموّل سياسات الاتحاد. كما يمتلك صلاحية منح موافقته على أي اتفاق تجاري، ومراقبة المفاوضات التي تُجريها المفوضية الأوروبية، التي يمارس عليها كذلك الرقابة السياسية (يرتبط تكوين المفوضية بنتائج انتخابات البرلمان الأوروبي). وينتخب البرلمان أيضاً الرئيس وُينظّم جلسات استماع للمرشحين لمناصب المفوضين.