أصدر مركز البيان للدراسات والتخطيط دراسة ميدانية جديدة في كتاب حمل عنوان: “الشباب وبيئة الأعمال في العراق: دراسة في الأسواق كثيفة العمالة – سوقي البياع وجميلة أنموذجاً”.
هذا الكتاب من تأليف الباحث والخبير في الشأن الاقتصادي الدكتور سلام جبار شهاب، وصدر بالتعاون مع منظمة فردريش ايبرت الالمانية، وتضمن بحثاً ميدانياً مفصّلاً عبر مقابلات واستمارة استبيان وانتهت بتوصيات سياساتية لمختلف المؤسسات ودوائر الدولة العراقية. وشمل الكتاب فصولاً متعددة منها:واقع النقل والإقامة، الأجور والحوافز، تنظيم بيئة العمل، الوصول الى التمويل، وتنظيم أوضاع الأسواق واستقرارها، والمهارات والمعرفة اللازمة للشباب العاملين.
وجاء في مقدمة الكتاب:
يشكل الشباب في الفئة العمرية 15-35 نسبة كبيرة من السكان في العراق، كما أنهم يمثلون الحصة الأكبر من مجمل القوى العاملة فيه، وقاعدة الهرم الذي تستند عليه الفئات الأخرى، ويعمل هؤلاء في اقتصاد يتسم بكونه غير ديناميكي وغير متنوع ولا يخضع في الغالب إلى شروط اقتصادية تنبع من مفهوم اقتصاد السوق، إلى جانب قطاع خاص متعثر يصعب عليه استيعاب القوى العاملة وخصوصاً الفئات من الداخلين الجدد إلى سوق العمل، مما يجعل الضغوطات تتصاعد من أجل استيعاب تلك القوى، وإيجاد الفرص المناسبة لها. على ذلك الأثر، نهجت الحكومات العراقية وبالخصوص الحكومة الحالية مساعي شتى من أجل توفير مناخات ملائمة للشباب والأعمال.
معضلة الأسواق كثيفة العمالة وبالتحديد سوقي البياع وجميلة نابعة من التغيرات الاقتصادية الهيكلية ومن التحولات على مستوى الأعمال من الأنشطة السلعية إلى الأنشطة غير السلعية والنزوح القسري من الريف إلى المدينة، إلى جانب توفير مأوى للعمالة غير الماهرة وغير المتعلمة، ومن جهة أخرى فإن هذه الأسواق تتأثر بالطابع التقليدي للأعمال والتعامل الرث مع تطورات الأسواق والمنتجات، فهي تتوارث الصيغ التقليدية للأعمال التي ربما لا تنسجم مع طابع الحداثة، وهذه الموروثات قد تتفاقم مع الزمن أذا ما لم يتم كبحها ومواجهتها، فتجتمع عدد من العناصر المتغيرة التي تؤثر على ديناميكية تلك الأسواق تخلق دوامة من الإخفاقات التي تنتقل من عناصر الإنتاج ومنها القوى العاملة إلى طبيعة السلعة والمنتج ومن ثم ينتقل أثرها إلى المستهلك الذي يتراجع تدريجياً في منح الثقة إلى تلك الأسواق.