وفاء فوزي – باحثة
تتشكل ملامح الإدارة الحكومية في العصر الحديث تحت تأثير عدة اتجاهات رئيسية ذات عوامل مختلفة، تشمل التقدم التكنولوجي، وتغيير توقعات المواطنين، والاحتياجات المجتمعية المتطورة، إن الحكومات التي تتكيف مع هذه الاتجاهات تكون في وضع أفضل لتلبية الاحتياجات المتطورة لمواطنيها ومعالجة التحديات المعقدة في العصر الرقمي، ستكون قادرة على دفع عجلة الابتكار، تحسين تقديم الخدمات، تعزيز مشاركة المواطنين، تعزيز الحوكمة الفعالة.
وفي ظل المتغيرات التكنولوجية غير المسبوقة حول العالم، يمثل التحول الرقمي جزءاً كبيراً من اهتمام القطاع الحكومي، لذلك يركز تقرير حالة الإدارة الحكومية العربية المعد من قبل القمة العالمية للحكومات، وهي منصة عالمية تهدف إلى رسم ملامح المستقبل للحكومات حول العالم والتركيز على كيفية الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا للتغلب على التحديات العالمية التي تواجه البشرية يأتي في مدخل هذا التقرير بنسخته الثانية أهم الدوافع للتحول الرقمي في القطاع الحكومي، كما يقدم دراسة حال الإدارة الحكومية الرقمية في العالم العربي، ويسلط الضوء على الممارسات الحالية والتصورات التي يتبناها موظفو الحكومة حول تبني التكنولوجيا في الحكومات العربية، ويشير التقرير إلى أهمية أن تكون الحكومات رائدة في استخدام التكنولوجيا وإعادة اختراع العمل الحكومي لبناء خدمات أفضل وسياسات أكثر فعالية، مبيناً حاجة الحكومات إلى استخدام التكنولوجيا للأتمتة والابتكار في العمل الحكومي، بما في ذلك استخدام الروبوتات وبرامج الدردشة الآلية والطائرات المسيرة في الخدمات الحكومية بالإضافة إلى ذلك، يناقش أهمية مشاركة المواطنين، ويسلط الضوء على المساءلة والشفافية في التعاملات، ويذكر التقرير استخدام إنترنت الأشياء (IoT) في مراقبة البنية التحتية والأجهزة وتدفق البيانات بصورة سلسة بين الجهات، بالإضافة إلى دمجها في مراكز البيانات والسحابة الحكومية، وبشكل عام يؤكد التقرير على دور التكنولوجيا في إعادة تصميم الأنظمة الحكومية وتحسين الكفاءة والفعالية من خلال ثلاثة محاور أساسية وهي التوجهات الرئيسية التي سترسم ملامح الإدارة الحكومية، متمثلة في التحول الرقمي وإعادة تصميم الأنظمة الحكومية، مستقبل التحول الرقمي في العالم العربي.