د. رعـد سامي التميمي :مدير معهد التثقيف الانتخابي السابق في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات
المقدمة:
أهمية الدراسة:
تعد وظيفة المتحدث الرسمي واحدة من أهم الوظائف وأكثرها حساسية، خاصة في عالم اليوم الذي أصبح فيه تدفق الأخبار سريعاً ومصادره كثيرة ومتشعبة.
إذ أضحت هذه الوظيفة لها أهمية كبرى في مختلف المجالات خاصة في مجال إدارة السياسة وتنفيذها، لذلك نجد أن جميع الحكومات لها متحدثاً رسمياً يعبر عن وجهة نظرها ويتواصل مع الرأي العام لينقل أخبارها وطرق معالجتها للتحديات التي تواجه الدولة والمجتمع، بل حتى المؤسسات الرسمية في الدولة كالوزارات وغيرها بمختلف اختصاصاتها لديها متحدثاً رسمياً باسمها، سواء كانت تلك الوزارات ذات طابع سياسي كوزارة الخارجية أو غيرها أو تلك الوزارات ذات الطابع الخدمي الصرف كوزارات الإعمار والتنمية والبلديات العامة.
والأمر يتعدى ذلك ليكون هناك متحدثاً رسمياً لتلك التشكيلات الأصغر كالمديريات والمجالس والدوائر الخدمية وغيرها، ناهيك عن الجيوش والعمليات العسكرية.
وفي مرحلة الأزمات كحدوث كارثة بيئية أو غيرها فإن الحكومات عادة ما تشكل خلية أزمة أو لجنة عليا للتعامل مع هذهِ الأزمة أو تلك الكارثة، وعادة ما يتم تسمية أحد أعضاءها متحدثاً رسمياً باسمها يتواصل مع الجمهور ويرد على تساؤلاتهم ويوضح طبيعة الأحداث وكيف تتم معالجتها، فضلاً عن إصدار التعليمات للجمهور لتوخي الحذر والتعامل مع الأزمة أو الكارثة الحاصلة بشكلٍ صحيح.
وبعدما أضحى العالم قائماً بشكلٍ أكبر على المنافسة التي تتطلب دوراً مهماً في الترويج ومواجهة الأخبار والمعلومات التي قد تشكل خطراً على سمعة المؤسسة، لذا باتت هذه الوظيفة لا تقتصر على تلك المنظمات أو المؤسسات التي تعمل أو تهتم بالجوانب السياسية فقط، بل تعدت ذلك لتشمل تلك المنظمات التي تعمل في مجال التجارة والاقتصاد وتقديم الخدمات وغيرها.
إذ أصبحت حتى تلك الشركات الصغيرة أو سلسلة المطاعم أو المتاجر تعّين شخصاً مسؤولاً عن الجوانب الإعلامية والتصدي للأخبار التي قد تضر بمصلحة تلك الشركة أو ذلك المتجر، فضلاً عن دورهِ في التسويق والترويج والتواصل مع الزبون، خاصة بعد أن أصبح الأخير على تماس مباشر مع الشركة أو المتجر عنه في السابق بفعل التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وثورة الذكاء الاصطناعي.
ونظراً للدور الذي تضطلعُ به الهيئات الانتخابية (Electoral Management Bodies) (EMBs) في تنفيذ الأحداث الانتخابية على مختلف أشكالها، فضلاً عن دورها المهم في تنظيم الحياة الحزبية من خلال تأسيس الأحزاب ومراقبة عملها في فترات الانتخابات وخارجها.
بات لزاماً أن يكون هناك متحدثاً رسمياً باسم الهيئة الانتخابية، يضطلع بمهام الإعلام، وقادراً على التوضيح للرأي العام طبيعة عمل الهيئة والإجراءات المتخذة، في عملية الإصلاح وتنفيذ الأحداث الانتخابية القادمة.