المقدمة
يقف المجتمع الدولي على أعتاب نقلة نوعية في طبيعة تهديدات الأمن القومي ، وتغيير كبير يمثل منعطفاً تاريخياً في طبيعة الأمن، جراء التطورات والابتكارات التكنولوجية التي حققتها الثورة الصناعية التي من المتوقع أن تكون بمثابة نافذة تعزز الدفع بثورة رقمية صناعية جديدة من الجيل الخامس، سيكون أبرز سماتها السرعة الجامحة والدقة والكفاءة في القيام بالمهام التقليدية، والتي ستؤثر بقوة على أنماط العولمة وأنظمة الإنتاج والأسواق والمجتمعات، نتيجة الانتشار الواسع للتكنولوجيا وقدرتها على اختراق الحدود، مما سيجعل الفجوة تزداد اتساعاً بين الدول المتقدمة والنامية، وقد يتسبب تطور الذكاء الاصطناعي على صعيد البيئة الاقتصادية والامنية العالمية نتيجة اختراقه الأعمال التجارية والامنية بازدياد الفجوة والصراع بين الدول، ومع استمرار نمو تقنيات الروبوتات وإنترنت الأشياء والمركبات ذاتية القيادة، وتقنيات النانو، والتكنولوجيا الحيوية وعلوم المواد، والحوسبة، سيصبح ما كان خيال واقعاً؛ يمكننا حقا القول بأن الثورة القادمة تمثل بداية فصل جديد في تاريخ البشرية.
يحاول البحث معالجة مشكلة عبر الإجابة على السؤال الآتي «كيف يمكن أن يؤدي تطور الذكاء الاصطناعي إلى نشوء تهديدات جدية على الأمن القومي العراقي؟”
فيما يفترض هذا البحث أن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تستخدم لتكون أداوت عالية التقنية تهدد الأمن القومي العراقي نتيجة للضعف الكبير الذي يعانيه العراق في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
سنتطرق في هذا البحث إلى
أولاً: مفهوم الذكاء الاصطناعي وأنواعه
ثانياً: العراق في مؤشر الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي ومؤشر الابتكار
ثالثاً: المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي على الأمن القومي العراقي
رابعاً: الخاتمة
خامساً: مقترح استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي