د. عماد صلاح الشيخ داود -أستاذ السياسات العامة في جامعة النهرين / كلية العلوم السياسية
د. ظاهر عبد الله علوان – مدرس السياسات العامة في جامعة تكريت / كلية العلوم السياسية
المقدمة:
طرح الانقلاب العسكري الذي قاده عناصر من الحرس الرئاسي في النيجر، ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم واحتجازه، ودعم الجيش العملية الانقلابية، إشكاليات السلطة والعسكر والديمقراطية والأمن والتنمية وغيرها من الثنائيات التي تبدو متنافرة في قارة افريقيا حيث يثور العسكر في الأغلب تحت حجج ومسميات حماية الأمن القومي والسيادة الوطنية من الاختراق الأجنبي والخوف على الوحدة الوطنية من التفتت والضياع، في حين يذهب المدنيون إلى (اقصى اليسار) في علاقاتهم وتحالفاتهم تحت حجج ومسميات التنمية والاستثمار، وهو ما جعل من الانقلاب والانقلاب المضاد العنيف السمة البارزة للتغيير في القارة، إذ يعد هذا الانقلاب الخامس في تاريخ جمهورية النيجر التي استقلت عن فرنسا عام 1960.
يزاد على ذلك تطرق الورقة في محورها الثاني إلى انقلاب العسكر في جمهورية الغابون على الرئيس علي بونغو الذي حكمت أسرته تلك الجمهورية الافريقية منذ استقلالها مطلع ستينيات القرن الماضي، وكان الاستئثار بالسلطة والفساد عنواناً رئيساً لمسار حكمها الذي وصل إلى مرحلة من التأزم مع اجراء انتخابات آب / أغسطس 2023 المنصرم ما أدى إلى تفاقم الاوضاع وتحرك المؤسسة العسكرية بالضد من اسرة بونغو.
تنطلق الورقة من تساؤل تساؤلات مهمة ألا وهي ما البواعث الداخلية التي تسببت بالانقلابات؟، وما الذي تمثله النيجر والغابون بشكل ملموس بالنسبة للفواعل الدولية المتصارعة؟ وما أدواتها في كسب الصراع؟
ومن التساؤلات أعلاه انطلقت الورقة البحثية من فرضية مفادها أن «هناك العديد من الاختلالات الداخلية المتراكمة وعلى الصعد كافة تسببت في الانقلابات، كما أن طبيعة الصراع الدولي على المنطقة ناتج عن الأهمية المتنامية التي تمثلها النيجر والغابون للفواعل المتصارعة، والتي عملت من خلال أدواتها على إدارة الصراع محاولة كسبه، وهذا ما فاقم من تأثير تلك البواعث وزاد من تداعياتها».