د أحمد جاسم الياسري/ كلية الإدارة والاقتصاد – جامعة الكوفة
1. الملخص
يستورد ُالعراق الكهرباء والغاز من إيران والتي يبلغ مجموعها ما بين ثلث و(40٪) من إمدادات الطاقة الخاصة به ولا سيَّما في أشهر الصيف الحارة عندما تصل درجات الحرارة إلى (50) درجة مئوية التي تصل إلى ذروة استهلاك الطاقة.
يواجهُ العراق مشكلةً في دفع ثمن هذه الاستيرادات التي تراكمت بفعلها الديون الإيرانية إلى (11) مليار يورو والعراق يسعى جاداً إلى إطفاء هذه الديون لكن العقوبات الأمريكية لا تسمح لإيران بالحصول على الأموال وخصوصاً الدولار الأمريكي، ولكن بالإمكان سداد الفواتير تلك من خلال شراء سلع غير خاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء والذي لا ترضاه إيران.
من المتوقع أن يكون سعر النفط العراقي الذي سيصدّر إلى إيران مقيّم بسعر السوق العالمي. وإذا ما تمَّ ذلك فإيران لن تستطيع بيع النفط العراقي إلى العالم وبالتحديد إلى الصين لأنه سيكون مكلف. ويمكن للحكومة الإيرانية تعويض بعض الخسائر المحتملة باستخدام هذه الإمدادات لأغراض صناعية محلية.
أحد الخيارات المتاحة أمام العراق في تصدير النفط هو نقله بالشاحنات من إقليم كردستان العراق، حيث كان الجزء الأكبر من إنتاج المنطقة البالغ (450) ألف برميل يومياً غير متاح للتصدير منذ شهور؛ بسبب خلاف قانوني دفع تركيا إلى إغلاق خط الأنابيب الذي ينقل نفط إقليم كردستان العراق إلى ميناء جيهان المطل على البحر الأبيض المتوسط.
إن نقل النفط من الإقليم إلى إيران يمكن أن يساعد الإقليم على تخفيف بعض مشكلاته الداخلية، وتوطيد علاقاته مع بغداد، وتهدئة مخاوف أربيل من توغّل عسكري إيراني.
يتيح تبادل النفط الخام والغاز الطبيعي للبلدين تلبية احتياجات البلدين من الطاقة بشكل أكثر كفاءة ويمكن أن يؤدي إلى تقليص التكاليف في واردات وصادرات الطاقة.
يمكن للحكومة العراقية أن تصدر النفط الخام من حقول (كركوك ونينوى)، وهو كافٍ للكمية المطلوبة، وتتجاوز بذلك آلية الابتزاز التركي؛ برفض تركيا تصدير النفط من خط جيهان-تركيا، وتكون الحكومة قد حققت نصراً مضاعفاً، فهي تضمن كذلك السيطرة على صادرات النفط من الحقول الشمالية.
2. المقدمة
يوّلدُ العراق الطاقة الكهربائية بطرق عدة، وبواسطة (109) محطة غازية وحرارية وكهرومائية لإنتاج بلغ (22680) ميغاواط خلال 2022-2023 رغم احتياج العراق إلى (40) ألف ميغاواط و(20) ألف ميغاواط أخرى في حال دعم الصناعات المحلية.
ويعتمد العراق بشكل كبير في توليد الكهرباء على المحطات الغازية في توليد الطاقة الكهربائية، إذ يملك البلد (26) محطة غازية تعمل عن طريق تحويل طاقة الوقود الكيميائية إلى طاقة حرارية لتسخين الغازات التي يتم إدخالها إلى توربينات غازية، وتحوَّل تلك الطاقة إلى طاقة حركية أولاً تعمل على إدارة التوربينات الغازية ثم إلى طاقة ميكانيكية تعمل على دوران العضو الدوار في المولد الذي يعمل مع المجال المغناطيسي على تحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية. ويكون توزيع هذه المحطات في بغداد (11) محطة غازية، ويكون إجمالي إنتاج محطات بغداد الغازية من الطاقة الكهربائية (3462) ميغاواط. أما في محافظة البصرة فإن فيها (4) محطات غازية، في حين تضم محافظة كركوك محطتين هما ملا عبد الله ومحطة تازة، بينما تضم محافظة دهوك محطة دهوك، وفي محافظة أربيل محطة أربيل، بدورها تضم محافظة الأنبار محطة الأنبار الغازية، وفي السليمانية محطة السليمانية، وفي النجف محطة النجف، وفي ديالى محطة المنصورية فضلاً عن محطة كربلاء، ليكون بذلك إجمالي إنتاج محطات الطاقة الغازية (14550) ميغاواط، في حين بلغ إجمالي إنتاج المحطات الحرارية والمحطات الكهرومائية من الكهرباء (6895) ميغاواط، و(2583) ميغاواط على التوالي، وهذا يعني أن العراق يعتمد وبشكل كبير على المحطات الغازية في توليد الطاقة الكهربائية.