back to top
المزيد

    استئناف العلاقات الإيرانية المصرية؛ المسارات، والحوافز والتعقيدات

    READ IN: ENGLISH

    المقدمة
    شهدت العلاقات الإيرانية المصرية العديد من التعقيدات والتقلُّبات خلال العقود الماضية، حيث تراوحت أنماطها بين التعاون، والتنافس والصراع، وأحياناً إلى درجة القطيعة الدبلوماسية الكاملة وفقاً للأحداث الداخلية والإقليمية والدولیة التي تحدِّد نوع العلاقات بين هاتين القوتين الإقليميتين. قطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيران ومصر للمرة الأخيرة منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، واستقبال القاهرة لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي الذي كانت سلطات الثورة الإسلامية تطالب باسترداده لمحاكمته.
    الآن، مضى أكثر من أربعة عقود على انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين إيران ومصر. وفي هذه الفترة الطويلة، استؤنفت العلاقات السياسية الإيرانية مع العديد من الدول العربية كالعراق والمملكة العربية السعودية، على الرغم من التحديات السياسية والأيديولوجية العميقة، لكن تعد مصر من الدول القليلة التي لم تتمكن إيران من استعادة علاقاتها معها رغم الجهود العديدة لتقريب وجهات النظر واستئناف العلاقات الدبلوماسية. فخلال العقدين الماضيين، كانت هناك محاولات عديدة للتقريب بين البلدين وإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، إلا أن هذه المحاولات لم تكلّل بالنجاح؛ بسبب العديد من العوامل المحلية والإقليمية والدولية.
    وفي العقد الماضي، أعربت إيران مراراً وتكراراً عن اهتمامها بتوسيع العلاقات مع مصر وحاولت تحريك المياه الراكدة بين البلدين وإرسال إشارات إيجابية إلى القاهرة تماشياً مع تنفيذ سياسة تطوير العلاقات مع دول المنطقة، لکن هذه الإشارات لم تصل بعد إلى نتيجة واضحة في مجال توسيع العلاقات السياسية بين البلدين بالكامل وارتقائها إلى التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفارات، فلا تزال العلاقات بين البلدين على مستوى مكتب رعاية المصالح. بتعبير آخر، رغم الإشارات الإيجابية لم تنخرطا مصر وإيران في حوار سياسي معلن، بل وحتى اللقاءات بين مسؤولي البلدين عُقدت في السر ولا يريد البلدان الكشف عنها. وهذا يقودنا للحديث عن المعوقات الهيكلية الكامنة في علاقات البلدين والتي أبقتها مقطوعة منذ عام 1979، حتى على الرغم من الفترات التي كانت فيها علاقات إيران مع جوارها تتسم بالإيجابية. في الواقع، هناك العديد من العوامل والمتغيرات على المستويات الثلاثة المحلية والإقليمية والدولية أدت إلى تعقيد وإعاقة تطبيع العلاقات الإيرانية المصرية في العقود الأربعة الماضية. تسعى هذه الورقة التحليلية للإجابة على ثلاثة أسئلة أساسية: أولاً: ما هي اتجاهات العلاقات الإيرانية المصرية في العقود الأربعة الماضية؟ ثانياً: ما هي دوافع وحوافز إيران ومصر لاستئناف العلاقات؟ وثالثاً: لماذا لا تزال العلاقات السياسية بين إيران ومصر مقطوعة، وما هي معوقات استئناف العلاقات السياسية بين طهران والقاهرة؟

    لقراءة المزيد اضغط هنا

    علي نجات
    علي نجات
    علي نجات (سيد على نجات)، کاتب وباحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط مع الترکیز علی الحرکات الإسلامیة في العالم العربي، حائز علی ماجستیر في دراسات الشرق الأوسط وشمال أفریقیا من جامعة العلامة الطباطبائي في طهران.