هيام علي المرهج – باحثة في مركز البيان للدراسات، قسم دراسات المرأة
تقديم
مع أنَّ نساء الأقليات يخضعن للمعادلات الاجتماعية التي تخضع لها سائر النساء في العراق، إلا أنَّهنَّ يتمتعنَ ببعض الخصوصيات التي تؤثِّر على مكانتهنَّ الاجتماعية والسياسية، ومن ثَمَّ من الضروري الحديث عن هذه الخصوصية، وتناولها بشيء من الاستثناء، وقد ركَّزنا في هذه الدراسة على الحقوق السياسية، والتمكين السياسي لنساء الأقليات، وقد شملت الدراسة عينة عددها (350) من نساء الأقليات، وقد توزَّعتِ العينة على (50) امرأة من كل مكون، وهي كلٌّ من المسيحي، والإيزيدي، والصابئي، والتركماني، والكاكائي، والشبكي، والكرد الفيلية، وصُمِّمَتِ الاستبانة؛ لمعرفة واقع تمكينهن السياسي، ومدى وعيهنَّ السياسي، ورغبتهنَّ في المشاركة السياسية. وأجريت هذه الدراسة في ثلاثة محافظات تبعاً لمناطق تركُّز عينة الدراسة، وهي كلٌّ من بغداد، والموصل، وكركوك.
اعتمدت الدراسة على اختيار عينة (عمدية) أي: قصدية؛ لصعوبة تحديد مجتمع الدراسة، ولعدم وجود إحصائيات لدى الجهات الرسمية والمعنية عن عدد (نساء الأقليات)، كما لم يكن توجد حتى تخمينات من مجتمعات الأقليات نفسها عن عدد نسائهم؛ ممَّا دفعنا للعمل على عينة قصدية، وتكمن الفكرة الجوهرية في العينات العمدية في الحاجة إلى انتقاء عينات ذات مواصفات محددة؛ لتمثِّل مجتمعاً ذا مواصفات محدودة ومعلومة، ويختار الباحث أفراد العينة من هذا النوع عن طريق وضع مواصفات محددة مبنية على معلومات معروفة مسبقاً عن مجتمع الدراسة.
وعند الحديث عن عينة دراستنا الحالية، فإنَّها مكونة من نساء الأقليات، وقد كانت متنوعة قدر الامكان من حيث العمر، والحالة الاجتماعية، والمستوى الدراسي، والمحافظة، والحالة المعيشية وغيرها، وما ذكر يتيح لنا إعطاء تصور واضح عن هذه العينة للوصول إلى نتائج دقيقة قدر المستطاع.
وكان توزيع العينة عشوائية؛ لأنَّها تمثِّل النموذج المختار من مجتمع نساء الأقليات، ولأنَّ هذه الطريقة أعطت أفراد مجتمع الدراسة فرصة متساوية للاختبار، وتُعدُّ هذه الطريقة من أحسن الطرائق وأفضلها؛ لأنَّ انحياز الباحث وأهواءَه ونزعاته لا تدخل في عملية الاختبار، وعليه فإنَّ هذه الطريقة يمكن الاعتماد عليها اعتماداً كبيراً في معرفة الخصائص الموضوعية والذاتية التي يتسم بها مجتمع البحث.