العلاقات السابقة
أدركت بريطانيا الأهمية الإستراتيجية للعراق منذ بداية القرن السابع عشر، ويعود تاريخ العلاقات بين العراق وبريطانيا إلى عام 1640، ووجود شركة الهند الشرقية في البصرة، وعيَّنت بريطانيا قنصلاً في بغداد في عام 1808.
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 ودخول الدولة العثمانية بدعم من ألمانيا، وبعد اتفاقية (سايكس بيكو) السرية بين فرنسا وبريطانيا عام 1916، انتشرت القوات البريطانية في العراق، واحتلَّتِ القوات البريطانية البصرةَ، واستمرَّت في اتجاه بغداد، وسيطرت عليها عام 1917. أنشأت بريطانيا العظمى الحكومة العراقية في عام 1920.
حكم البريطانيون العراق من عام 1917 إلى عام 1958، كان موقف بريطانيا في العراق غامضاً، ومع اقتراح إعلان بغداد في مارس 1917، إلا أنَّ حق تقرير المصير لم يتحقَّق.
برز دور لندن في مملكة العراق في عام 1921 واستمر عن طريق معاهدات 1926 و1927 و1930، في 3 تشرين الأول 1932، نالت مملكة العراق استقلالها وقبلها المجتمع الدولي بوصفها دولة مستقلة، لكنَّها ظلَّت تحت النفوذ البريطاني حتى ثورة 1958.
اندلعت ثورة ضد الوجود البريطاني -في مايو 1941- بقيادة رشيد علي الجيلاني الذي نجح في طرد الحلفاء البريطانيين، وأعلنت بريطانيا الحرب؛ لاستعادة السيطرة على العراق، وتمكَّنت من استعادة السلطة، لذا عادت المملكة إلى بغداد بنفوذ بريطاني أكبر، وبعد اتحاد بريطانيا والعراق غادر البلاد رشيد علي وأنصاره العرب.
مع وجود العراق كعضو مؤسس للأمم المتحدة عام 1945 وتوقيع المعاهدة التي استمرت 20 عاماً من عام 1948 (تحالف جديد بين العراق وبريطانيا يقوم على المساواة والاستقلال الكامل)، فقد ظل تحت النفوذ البريطاني حتى ثورة عام 1958.
عن طريق تغيير النظام العراقي من ملكية إلى جمهورية، تغيَّرت العلاقة بين البلدين، وأصبحت العلاقات بين العراق وبريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية صعبةً وحسَّاسةً، ووصلت العلاقات أحياناً إلى نقطة صراع؛ بسبب مواقف لندن من القضايا الوطنية العراقية والقضايا العربية.
كانت السياسة الخارجية لبغداد -بعد ثورة 1958- موجَّهةً نحو توثيق العلاقات مع الاتحاد السوفيتي -وليس بريطانيا-، بصرف النظر عن انسحاب العراق من معاهدة بغداد، وانسحاب القوات البريطانية من العراق، ظلت بغداد -بصورة أساسية- في دائرة النفوذ السوفيتي، ولكن في أوائل عام 1967، كانت هناك علامات على التقارب والعلاقات المحدودة مع الغرب، استمرت العلاقة بين البلدين في تقلُّبات وتقلُّبات إلى أن أثار هجوم العراق على الكويت غضب البريطانيين، إذ قُطِعَتِ العلاقات الدبلوماسية بينهما، وشاركت بريطانيا -في عام 1991- في حرب الخليج ضد العراق؛ لتحرير الكويت.
اتهمت بريطانيا -في الحصار الدولي للعراق- الرئيس العراقي السابق صدَّام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل، وإلى جانب الولايات المتحدة، غزت قوات التحالف الدولي الأخرى العراق في عام 2003، وكانت القوات البريطانية هي القوة الثانية في العراق بعد القوات الأمريكية.