علي كريم كاظم- الهيئة العامة للانواء الجوية و الرصد الزلزالي
معن عبدالكاظم رشيد- الجامعة المستنصرية
تلوث الهواء والتغيُّر المناخي:
الهواء مزيج متجانس من مكونات ثابتة النسب (أساساً: النتروجين والأوكسجين ويشكِّلان معاً «99%» من مكونات الهواء الجاف)، فضلاً عن نسب ضئيلة من غازات أخرى، أهمها بخار الماء، والميثان، وثاني أوكسيد الكربون، وينهض الأخيران بدور مهم في التوازن الحراري للغلاف الجوي الأرضي، ويُعدُّ أي إخلال بتوازن نسب مكونات الهواء صورةً رئيسةً من صور تلوث الهواء، ومن ثَمَّ سبباً رئيساً لتغيُّر المناخ. وهو أمر له آثار مناخية عميقة، ولهذا التلوث محلياً مصادر عديدة بضمنها الصناعة النفطية (الإنتاج والتصفية)، وكذلك الكميات الهائلة من الوقود الأحفوري (الفحم، والنفط، والغاز) الذي يحرق يومياً، وما يرافقها من انبعاثات غاز الكربون وغازات دفيئة أخرى بنسب أقل، وهو أمر يحدث على نطاق أوسع بكثير في عموم مناطق العالم طوال الوقت. وصل -في الوقت الحاضر- مستوى تركيز ثاني أوكسيد الكربون إلى ((400ppm لأول مرة في الثلاث ملايين سنة الأخيرة، مقارنة بمقدار 280ppm)) عند بداية الثورة الصناعية.
مع أنَّ العراق يُعدُّ منتجاً رئيساً للنفط، فإنَّه من فئة أقل المساهمين في انبعاثات الكربون (أقل من 0.3% من كمية الانبعاثات العالمية لغازات الكربون[1] ، ويقدر ان (%20) من سكان العالم (الدول العشر الصناعية:الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الروسي، والهند، واليابان، وألمانيا، وكندا، والمملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية، وإيران) تنتج أكثر من (70%) من مجموع انبعاثات الكربون في العالم[2].
الاحترار العالمي والتغيُّر المناخي:
لعل أهم حساب للتغيُّر المناخي ينتج من تقدير الاحترار العالمي، إذ يُشير الاحترار العالمي (Global warming) إلى التغيُّر في درجة حرارة سطح الأرض نسبة إلى خط الأساس المعتمد في التطبيق محل الدراسة. تُعرف مستويات الاحترار العالمي النوعي مثل: (1.50C) و (20C) و (30C) و40C بأنَّها تغيُّرات في درجة الحرارة السطحية نسبة إلى معدل السنوات (1850-1900) كخط أساس .[3] واستناداً إلى مجموعةِ معلوماتِ رصدٍ آليةٍ اتضح أنَّ هناك ميلاً أكبر في الفترة (2012-1998) ممَّا قُدِّر وفقاً للنماذج الرياضية. لقد كانت السنوات الخمس (2016-2020) أحر فترة مسجَّلة في السجل المناخي منذ 1850 على الأقل [3]. من الواضح أنَّ عدد حرائق الغابات يميل للتزايد؛ كنتيجة للتغيُّر المناخي، لقد أدرك المجتمع العلمي المهتم بالتغيُّر المناخي أنَّ جميع أضرار هذا التغيير ستتفاقم عالمياً. لقد أظهرت دراسات تشبيهية أن غلافاً جوياً دافئاً سيغيِّر نمط الدوران العام للغلاف الجوي، بحيث تكون مناطق العروض الوسطى أشد جفافاً متسببةً في فترات جفاف أكثر تكراراً وحرائق غابات أوسع انتشاراً. على أيِّ حالٍ فالأمر أكثر تعقيداً من ذلك؛ نظراً إلى أنَّ الجفاف ليس السبب الوحيد لحرائق الغابات. سُجِّلَت -في عام 2021- أرقام قياسية لدرجات الحرارة في مناطق متعددة من العالم.