صدر عن مركز البيان للدراسات والتخطيط كتاب جديد حمل عنوان: “الابادة الجماعية مستمرة: ديناميات وأبعاد وفواعل الانقسام في المجتمع الايزيدي”، للكاتب الدكتور سعد سلوم.
وجاء الإصدار في الذكرى الثامنة للابادة الجماعية للايزيديين على يد تنظيم داعش في نينوى.
وجاء في مقدمة الكتاب:
ما تزال الإبادة الجماعية عام 2014 حية ومستمرة بالنسبة للمجتمع الإيزيدي، لا سيما مع استمرار الصراع السياسي حول إدارة الأراضي الإيزيدية الأصلية في سنجار، ومع ارتفاع معدلات الهجرة وتشتت المجتمع أكثر فأكثر. مع ذلك لن تركز هذه الدراسة على الإبادة الجماعية التي ارتكبتها داعش ولا تستعرض مآسي الضحايا التي باتت معروفة على نطاق واسع، بل تحاول تحليل أبعاد ومظاهر وفواعل الإنقسام داخل المجتمع الإيزيدي، وهي ظاهرة كثيرا ما يساء فهمها، على نحو يعاد فيها إنتاج الإيزيديين كضحية في ضوء أطروحة الإستمرارية وينمطون بوصفهم مجرد دمى على رقعة شطرنج التاريخ، تحركهم خيوط قوى خارجية لا مرئية.
وإذا كانت إشكالية الدراسة تتلخص تقليديا في أسئلة عن مظاهر الإنقسام وأشكاله وحدود تأثيره في المجتمع الإيزيدي وكيفية تجاوزه، فقد عارضها المؤلف باسئلة أشكالية ضمنية تحاول إستعادة الوجه الإنساني للأيزيديين: هل إنقسام المجتمع الإيزيدي استثنائي؟، هل يعد الإنقسام نتيجة غياب الدولة أم إن له جذورا بعيدة مرتبطة ببنية وتكوين المجتمع بحد ذاته؟، هل هو بالفعل تعبير عن تشظي المجتمع وتشتته ويعد مظهرا من مظاهر إستمرارية الإبادة الجماعية بوسائل أخرى؟. الى أي حد يقف الإنقسام الداخلي دون توحيد كلمة الإيزيديين ويربك أولوياتهم في أكثر الحقب درامية في تاريخهم، لا سيما بعد أن أصبحت قضيتهم وقصتهم مدار إهتمام المجتمع الدولي بأسره للمرة الأولى في تاريخهم. أخيرا، هل أن ما يحدث للإيزيديين هو أمر استثنائي ام انه جزء من سياق أوسع يلقي الضوء على العنف المنهجي لنشوء الدولة-الأمة في العراق المعاصر، وما تلاه من عنف أنطلق مع الحروب الداخلية والخارجية التي خاضتها الدولة المتغولة، وصولا الى تدميرها بفعل الغزو الأميركي عام 2003؟.
يربط المؤلف ايضا مناقشة الإستمرارية في الإبادة الجماعية في السياق الإيزيدي في ضوء سياق للإستمرارية أوسع وأشمل، أي بعبارة أخرى ربط قراءة وتحليل أطروحة الإستمرارية بالسياق التاريخي المعاصر الذي تغولت فيه الدولة ووصلت الى أفراطها الوحشي الأخير. وعلى نحو مواز ايضا تفعيل شعار “لن يتكرر ذلك مرة أخرى”، سواء كانت الدولة طرفا فاعلا في أرتكاب الفظاعات كما في الأمثلة التاريخية المعروفة خلال القرن العشرين، أو نتيجة لغيابها كما حدث في إبادة سنجار واحتلال داعش لإجزاء واسعة من البلاد في بداية القرن الحادي والعشرين.
أخيرا يحاول المؤلف من خلال الدراسة تقديم مساحة مشتركة من التفكير تنطوي على أكثر من رسالة للمجتمع العراقي بضرورة حل التمزقات الداخلية كمدخل للاجابة عن سؤال الهوية الوطنية وتخيل هوية جامعة، ومكافحة تسييس الهويات المفرط واستعداء مكون ضد مكون اخر. لذا تعد الدراسة جزء من مشروع شامل للمؤلف لتحليل الانقسامات داخل المجتمعات العراقية المتنوعة كمدخل لتحقيق شعار (الوحدة في التنوع) والتأسيس لنمط من (المواطنة الحاضنة للتنوع الثقافي).
وإذا كانت إشكالية الدراسة تتلخص تقليديا في أسئلة عن مظاهر الإنقسام وأشكاله وحدود تأثيره في المجتمع الإيزيدي وكيفية تجاوزه، فقد عارضها المؤلف باسئلة أشكالية ضمنية تحاول إستعادة الوجه الإنساني للأيزيديين: هل إنقسام المجتمع الإيزيدي استثنائي؟، هل يعد الإنقسام نتيجة غياب الدولة أم إن له جذورا بعيدة مرتبطة ببنية وتكوين المجتمع بحد ذاته؟، هل هو بالفعل تعبير عن تشظي المجتمع وتشتته ويعد مظهرا من مظاهر إستمرارية الإبادة الجماعية بوسائل أخرى؟. الى أي حد يقف الإنقسام الداخلي دون توحيد كلمة الإيزيديين ويربك أولوياتهم في أكثر الحقب درامية في تاريخهم، لا سيما بعد أن أصبحت قضيتهم وقصتهم مدار إهتمام المجتمع الدولي بأسره للمرة الأولى في تاريخهم. أخيرا، هل أن ما يحدث للإيزيديين هو أمر استثنائي ام انه جزء من سياق أوسع يلقي الضوء على العنف المنهجي لنشوء الدولة-الأمة في العراق المعاصر، وما تلاه من عنف أنطلق مع الحروب الداخلية والخارجية التي خاضتها الدولة المتغولة، وصولا الى تدميرها بفعل الغزو الأميركي عام 2003؟.
يربط المؤلف ايضا مناقشة الإستمرارية في الإبادة الجماعية في السياق الإيزيدي في ضوء سياق للإستمرارية أوسع وأشمل، أي بعبارة أخرى ربط قراءة وتحليل أطروحة الإستمرارية بالسياق التاريخي المعاصر الذي تغولت فيه الدولة ووصلت الى أفراطها الوحشي الأخير. وعلى نحو مواز ايضا تفعيل شعار “لن يتكرر ذلك مرة أخرى”، سواء كانت الدولة طرفا فاعلا في أرتكاب الفظاعات كما في الأمثلة التاريخية المعروفة خلال القرن العشرين، أو نتيجة لغيابها كما حدث في إبادة سنجار واحتلال داعش لإجزاء واسعة من البلاد في بداية القرن الحادي والعشرين.
أخيرا يحاول المؤلف من خلال الدراسة تقديم مساحة مشتركة من التفكير تنطوي على أكثر من رسالة للمجتمع العراقي بضرورة حل التمزقات الداخلية كمدخل للاجابة عن سؤال الهوية الوطنية وتخيل هوية جامعة، ومكافحة تسييس الهويات المفرط واستعداء مكون ضد مكون اخر. لذا تعد الدراسة جزء من مشروع شامل للمؤلف لتحليل الانقسامات داخل المجتمعات العراقية المتنوعة كمدخل لتحقيق شعار (الوحدة في التنوع) والتأسيس لنمط من (المواطنة الحاضنة للتنوع الثقافي).