back to top
المزيد

    التحالف بين مصر والعراق والأردن: فاعل مستقل أم امتداد لنفوذ دول مجلس التعاون الخليجي؟

    عبدالعزيز الكيلاني- كاتب وباحث بريطاني عربي متخصِّص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
    لقد قيل كثير عن زيارة الرئيس جو بايدن الأخيرة إلى الشرق الأوسط. وركَّز عديد من الخبراء على تداعيات الرحلة على الشراكة الأمريكية السعودية، التي اقترحوا أنَّها وصلت إلى «أدنى نقطة لها» منذ سنوات عديدة. ومع ذلك، لم يعلِّق سوى عدد قليل على ما تعنيه قمَّة جدة في تموز للتحالف بين مصر والعراق والأردن.
    التقى بايدن بقادة الدول الثلاث بصورة منفصلة. في لقائه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وصف بايدن التحالف بأنَّه «مثال على التعاون الإقليمي الإيجابي». كما أشاد الرئيس الأمريكي في لقائه برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالعلاقات بين الدول الثلاث، وأكَّد دعم واشنطن للتحالف.
    المصالح المتبادلة
    شهدت علاقات مصر مع الأردن والعراق فترات من التوتر، خصوصاً في الخمسينيات إبَّان «الحرب الباردة العربية». لكن في عام 1989، أعلن كل من مصر والعراق والأردن، إلى جانب ما كان يُعرف آنذاك باليمن الشمالي، عن تشكيل مجلس التعاون العربي. لكن المجلس انهار بعد غزو صدام حسين للكويت عام 1990. ويحمل التحالف الحالي بعض الشبه مع مجلس التعاون العربي، لا سيَّما في تركيزه على الدبلوماسية والتنمية الاقتصادية على التعاون العسكري.
    في السنوات الأخيرة، كانت هناك عديد من المصالح المتبادلة التي قربت مصر والعراق والأردن؛ وأنَّ الهدف الأساسي للدول الثلاث هو زيادة التعاون الاقتصادي. فثلاثتهم في وضع اقتصادي صعب، لذا يأملون في أن يوفِّر التعاون المعزِّز دعماً اقتصادياً مستمرا ً لكلٍّ منهم بدلاً من المساعدة المتقطعة.
    يهدف التحالف الثلاثي أيضاً إلى التعاون في مكافحة الإرهاب. إذ ما يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشكِّل تهديداً للدول الثلاث. في العراق، شنَّت داعش هجمات عديدة هذا العام. كما نفَّذ التنظيم هجمات في الآونة الأخيرة في سيناء، التي كانت بؤرة عنف للمسلحين الإسلاميين في مصر على مدى العقد الماضي. في الأردن، أحبطت القوات الأمنية مؤامرة لداعش لمهاجمة مبنًى حكومي في إربد في آذار 2021. صرَّح (مايكل نايتس) -الزميل الأول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج العربية- في مقابلة له قائلاً: «التعاون العراقي الأردني ضد داعش قوي جداً، والعلاقة بين جهازي المخابرات راسخة ومتجذرة». و»أغلب عملاء المخابرات العراقية والأردنية يعرفون بعضهم بعضاً طوال حياتهم المهنية، ولأنَّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي رئيساً للمخابرات ساعده ذلك في القيادة الدبلوماسية للمخابرات مع الأردنيين والمصريين. تتدرَّب القوات العراقية والأردنية بصورة منتظمة في أكاديمية الملك عبدالله للقوات الخاصة في الأردن. وتكتشف القوات العراقية بانتظام معلومات استخبارية مفيدة للأردنيين والمصريين، خصوصاً فيما يتعلَّق بخلايا سيناء». مع هزيمة داعش عسكرياً، إلَّا أنَّه ما يزال لدى التنظيم خلايا نائمة نشطة. ومن شأن توثيق التعاون الأمني داخل الحلف أن يعزِّز جهود الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب.

    لقراءة المزيد اضغط هنا