(الهاكتفيزم) أو (hacktivism) هو استخدام الهجمات السيبرانية لزيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية، أو السياسية، أو غيرها. إنَّ المصطلح عبارةٌ عن مزيج بين كلمتي (Hack) و (Activism) الأولى اختراق، والأخرى نشاط.
وهي عملية قرصنة نظام حاسوب أو اقتحامه؛ لأغراض سياسية، أو اجتماعية، يُقال إنَّ الشخص الذي يقوم بعمل من أعمال القرصنة هو أحد ناشطي القرصنة السيبرانية. ناشط القرصنة الذي يقوم بمثل هذه الأعمال، مثل: تشويه موقع «الويب» الخاص بمؤسسة ما، أو تسريب معلومات تلك المنظمة؛ يهدف إلى إرسال رسالة عن طريق أنشطته، والحصول على رؤية لقضية يروِّج لها.
صِيغَ مصطلح «Hacktivism» في أوائل التسعينيات من قبل مجموعة «الهاكرز» الشهيرة ((Cult of the Dead Cow، و(الهاكتفيزم) هي وسيلة للنشاط السياسي أو الاجتماعي الجماعي الذي يتجلى عن طريقه اختراق أجهزة الحاسوب والشبكات، بدأت Hacktivism)) بوصفها ثقافةً فرعيةً للقرصنة في الألعاب ومجتمعات «الويب»، وسمحت للأفراد ذوي الميول الفنية باستخدام الاتصال، وإخفاء الهوية على «الويب» للانضمام للآخرين، والعمل من أجل الأسباب المشتركة. كان ناشطو القرصنة في الأصل من الشباب الذين استمتعوا بتصفُّحِ «الويب»، وزيارة المنتديات ومجموعات الأخبار، ومشاركة المعلومات على مواقع التنزيل غير القانونية، والدردشة في «غرف خاصة» والتواطؤ مع المتسللين على الشبكة ممَّن لهم التفكير نفسه، منحتهم الشبكة الفرصة لاستخدام أي اسم مستعار يريدونه، واستخدام تلك الشخصية التي انخرطوا فيها في مغامرات مشتركة، من متابعة مواد جنسية، ومشاركة النسخ المقرصنة من البرامج المرغوبة والمزاح، وأحياناً الأنشطة غير القانونية ، بعض المجموعات الأشهر، والتي جذبت انتباه الجمهور فيما يتعلَّق بالقرصنة هي (Anonymous) و(Lulzsec) والجيش السوري السيبراني.
هنا نأتي إلى السمة الثانية للـ»هاكرز» وهي الرغبة في «القتال» ضد عدو مشترك، حينما أصبح العالم أكثر ارتباطاً، أدرك هؤلاء الأفراد أنَّهم يمكنهم التصرُّف (بأقل قدر من المخاطر الشخصية) ضد الآخرين، لكن هذه الأنشطة (التي سرعان ما أصبحت تُعرف باسم «العمليات») تطلبت أكثر من حفنة من الأصدقاء عبر الإنترنت، لقد احتاجوا إلى جيش، لذا وُلِدَ المكوِّن الأخير للهاكر: «الفيلق»، كانت الرواية الجديدة، التي اُنْشِئت على مدى عقدين من الزمن، هي قصة جيش مجهول الهوية يقاتل معاً كجماعة لكسر قيود العالم القديم.
على عكس عديد من الجهات الفاعلة في التهديد التي تحركها مكاسب مالية بحتة، ينخرط ناشطو القرصنة في نشاط تخريبي، أو ضار نيابة عن قضية، سواءً أكانت سياسية، أم اجتماعية، أم دينية بطبيعتها، غالباً ما يرى هؤلاء الأفراد أو الجماعات أنفسهم على أنَّهم «حرَّاس فعليُّون»، يعملون على فضح الاحتيال، أو المخالفات، أو جشع الشركات، أو لفت الانتباه إلى انتهاكات حقوق الإنسان، أو يحتجُّون على الرقابة، أو يسلطون الضوء على مظالم اجتماعية أخرى. زادت هجمات القرصنة زيادة كبرى في السنوات الأخيرة، ويرجع الارتفاع في هذا النشاط جزئياً إلى اعتمادنا الجماعي على الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من صور الاتصال الرقمي، فضلاً عن المشهد السياسي العالمي المشحون عاطفياً.
مع أنَّ عديداً من ناشطي القرصنة مدَّعونَ أنَّ لديهم نوايا نبيلة، ويعملون غالباً في السعي لتحقيق المساواة أو العدالة أو تحسين حقوق الإنسان، فمن المهم أن نتذكَّر وقوع القرصنة السيبرانية ضمن فئة الجرائم السيبرانية، وأنَّها غير قانونية بغض النظر عن دوافع المخترق أو نتائج الهجوم.