عماد صلاح الشيخ داود/  باحث في السياسات العامة، وأكاديمي بدرجة أستاذ دكتور.
تُعرَّف المعارضة بمفهومها اليسير على أنَّها الحزب الأكبر، أو تحالف الأحزاب التي لم تتمكَّن من تشكيل الحكومة، ويطلق على المعارضة أحياناً «الحكومة البديلة»، ولها مجموعة من المسؤوليات في البرلمان، بما في ذلك فحص عمل حكومة الأغلبية البرلمانية عن كثب. ومع تشكيل المعارضة في مجلس النواب، إلَّا أنَّ ((هنالك في نظام المجلسين رئيس للمعارضة في الغرفة العليا، يسمَّى زعيم المعارضة أيضاً)). إذ قد تشغل المعارضة أغلبية المقاعد في تلك الغرفة أو لا تشغلها.
وتشمل مسؤوليات المعارضة ما يلي:
أ. التدقيق والفحص الدقيق لعمل الحكومة.
ب. مطالبة الحكومة بشرح أفعالها.
ج. مناقشة مشاريع القوانين، ومقترحات القوانين في البرلمان.
د. العمل في لجان تدرس مشاريع القوانين والقضايا الوطنية المهمة.
هـ. توفير بدائل للحكومة (سياسات)، إذ يرى السياسي الإيرلندي «جيم هيكينز» بأنَّه في الوقت الذي ينظر إلى المعارضة على أنَّها معرقلة لسياسات الحكومة، إلا أنَّ ذلك لا يعني إطلاقاً عدم اتفاقها مع الحكومة على قضايا معينة والعمل معاً على حلِّها، ممَّا يجعل أحد أصعب أدوار المعارضة كامناً بين عرقلة السياسات الحكومية، وإبراز أوجه قصورها في النقاش العام، ممَّا يقوِّي عمل الحكومة الديموقراطية عن طريق زيادة شفافية العمل الحكومي، ومنح المواطن رؤية واضحة عمَّا تفعله الحكومة، وتوفير البديل المستمع لصوت المواطن المهمَّش من قبل الحكومة هذا من ناحية. وبين دعم السياسات الحكومية التي تتفق عليها المعارضة من ناحية أخرى.
إذ يمنح المواطن صورةً جيدةً عن أحزاب المعارضة، ورسالتها التي قد تساعدها على الفوز في الانتخابات المقبلة؛ لأنَّ الديموقراطية من دون اختيار جيد للأحزاب الحاكمة المختلفة ليست بديموقراطية تسير على نغمةٍ متوزانة وكفؤة.
وطبقاً لرأي الأستاذ الدُّكتور حافظ علوان فإنَّ المعارضـة السياسـية بمعناهـا (العضـوي)، أو (الشـكلي) فهـي الهيئـات التـي تراقـب الحكومـة، وتنتقدهـا، وتكون مستعِدَّةً للحلـول محلها، إذ يقـال بهـذا المعنـى تولَّـتِ المعارضـة السـلطة عقب انتخابـات جديـدة. أمَّا المعارضــة السياســية فــي معناهــا المــادي (الموضوعــي)، فهــي النشــاط المتمثِّــل برقابــة الحكومــة، وانتقادهــا، والاســتعداد للحلــول محلها، فيقـال لـكلِّ مواطـن حـق معارضـة سياسـة الحكومة، ويمـارس المواطـن هـذه المعارضـة بوسـائل متعـددة أهمهـا الأحـزاب السياسـية والجماعــات الضاغطــة.
ووَفْق العرف –التقليد- البرلماني فإنَّ زعيم المعارضة هو عضو في مجلس النواب، ويُخْتَارُ بعض أعضاء المعارضة وزراءَ الظل (في النظام السياسي البريطاني كأنموذج) من قبل زعيم المعارضة؛ ليكونوا مسؤولين عن فحص عمل الوزراء الفعليين؛ فعلى سبيل المثال: يفحص وزير الظل للشؤون الخارجية عن كثب عمل وزير الخارجية الفعلي، ويشكِّل زعيم المعارضة ووزراؤه حكومة الظل الرائدة في صنع القرار المعارض، ويجتمع الأعضاء بانتظام لتطوير سياسات المعارضة.

لقراءة المزيد اضغط هنا