فرد لوكاس: كبير مراسلي الشؤون الوطنية في ذي ديلي سيجنال
باتي جين جيلر: محللة سياسية، ومختصة في مجال الردع النووي والدفاع الصاروخي
أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -بعد شن غزو أوكرانيا- مزيداً من المخاوف العالمية عن طريق وضع قواته النووية في حالة تأهُّب قصوى.
سألت «ديلي سيجنال» «باتي جين جيلر» -محلِّلة سياسات الردع النووي والدفاع الصاروخي في مركز الدفاع الوطني التابع لمؤسسة هيريتيج- عمَّا يجب تفسيره من خطاب بوتين الاستفزازي.
«جيلر» التي كتبت بصورة مكثَّفة عن القدرات النووية الروسية، كانت تعمل سابقاً ضمن طاقم لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للخدمات المسلحة.
فيما يلي إجابات «جيلر» على ستة أسئلة عرضها «فرد لوكاس» من (The Daily Signal)، وهي مؤسسة إخبارية للوسائط المتعددة تابعة لمؤسسة(Heritage Foundation).
- وضع بوتين القوات النووية الروسية في حالة تأهُّب قصوى أثناء غزو أوكرانيا، ما احتمالية استخدامه للأسلحة النووية؟ وعلى مَن؟ ولماذا؟
أيسر إجابة عن هذا السؤال هي أنَّه في حين أنَّ الاحتمالية ليست عالية، فهي ليست صفرية أيضاً. يجب أن يُؤخذ هذا التهديد على محمل الجد. فإنَّ الأسلحة النووية مندمجة بمبادئ روسيا القتالية. على عكس الولايات المتحدة، إذ يعتقد الأمريكيُّون عموماً أنَّه لا ينبغي أبداً استخدام الأسلحة النووية.
عندها أكثر من (2000) سلاح نووي منخفض القوة، وغير إستراتيجي -ويعرف أيضاً باسم battlefield- والتي قد تستخدمها روسيا في صراع تقليدي في أوروبا؛ لإجبار العدو على التراجع. كان بوتين يستخدم التصعيد النووي إبَّان الحقبة التي سبقت غزوه لأوكرانيا، مهدِّداً بحرب نووية وإجراء مناورات نووية.
إذا استمرت روسيا في الفشل في جهودها العسكرية التقليدية للسيطرة على المدن الأوكرانية والإطاحة بالحكومة الأوكرانية، فقد يعتقد بوتين أنَّ تفجير سلاح نووي في أوكرانيا أو في البحر هو أفضل طريقة لإجبار الأوكرانيِّين على الاستسلام، أو لمنع التدخلات الخارجية الإضافية. لكن على بوتين أن يعلم أنَّ استخدام الأسلحة النووية سوف يكسر (75) عاماً من التحريم التي فرضه العالم ضد استخدام مثل هذه الأسلحة.
سيؤدِّي القيام بذلك بالتأكيد إلى إلحاق أضرار كبيرة لبوتين ولروسيا. إنْ قام بوتين بشن هجوم نووي على أوكرانيا، واحتمالية إلحاق الضرر الجَسيم بالريف الأوكراني وشعبه، لن يؤدِّي إلَّا إلى تعزيز الاستجابة الدولية بصورة كبيرة، ممَّا يقوِّض بشدة جهود روسيا في إخضاع جارتها.
من غير المرجَّح شن هجوم نووي على إحدى دول الناتو أو الولايات المتحدة؛ لأنَّ بوتين يعرف جيداً أنَّه يمكنه توقُّع رد نووي سريع على الأراضي الروسية. لكن الرسالة المهمة هنا هي أنَّه في خضمِّ ضباب الحرب -خصوصاً ضد مستبدٍّ عدواني- يجب أن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها مستعدين لأي شيء.
- يبدو أن قيام روسيا بهجوم نووي على الولايات المتحدة أمر مستبعد للغاية، ولكن ماذا يجب أن يكون رد الولايات المتحدة، ورد حلف الناتو، إذا ضربت روسيا أوكرانيا بسلاح نووي؟
إنَّ شنَّ هجومٍ نوويٍ على أوكرانيا سيكون غير ضروري وغير مبرَّر وإجرامي. اختار بوتين الحرب في غياب تهديد حقيقي للأمن الروسي -مع المعلومات المضلِّلة الروسية-. ليس الفشل في ساحة المعركة في نزاعٍ غير قانونيٍّ وغير أخلاقي سبباً مقنعاً للجوء إلى أخطر أسلحة العالم.
ليست أوكرانيا عضواً في الناتو، ومن ثَمَّ فإنَّ الولايات المتحدة لا تمدُّ مظلتها النووية لتشمل أوكرانيا. ولا تشارك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الصراع عسكرياً في الوقت الحالي، لذا فليس عليهما أي التزام بالرد باستخدام القوة العسكرية.
ومع ذلك، ستحتاج الولايات المتحدة، مع حلفائها في الناتو، إلى تنسيق رد قوي يعالج فظاعة هجوم بوتين النووي على أوكرانيا، ويردع مزيداً من العدوان.
- بدافع الفضول فقط، لو قامت روسيا بشن هجوم نووي على الولايات المتحدة، الى أي مكان يمكن أن تصل داخل الحدود الأمريكية؟
تنشر روسيا ما لا يقل عن (1500) رأس حربي على مئات الصواريخ على منصات جوية وبرية وبحرية، والذي يُمكنِّها من ضرب الأراضي الأمريكية بأكملها.
تعمل روسيا أيضاً على تطوير قدرات «مبتكرة» جديدة يمكنها ضرب الولايات المتحدة، مثل: (الصواريخ العابرة لسرعة الصوت، وصواريخ كروز والطوربيدات اللتانِ تعملان بالطاقة النووية). لحسن الحظ، تحتفظ الولايات المتحدة أيضاً بالثالوث النووي الذي يمكنه ضرب روسيا بأكملها، ممَّا يوفِّر رادعاً قوياً لهجوم روسي.
الفرق هو أنَّه في قامت روسيا بتحديث قواتها النووية بنسبة (90%) تقريباً، ما تزال الولايات المتحدة معتمدةً على المنصات التي أُنْشِئت إبَّان الحرب الباردة. على سبيل المثال، ما تزال الولايات المتحدة مراهنةً على (الصاروخ الباليستي العابر للقارات Minuteman III) الذي صُمِّمَ في عام 1960.