back to top
المزيد

    قراءة استراتيجية في احتمالات الضربة العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني ومخاطرها

    READ IN: ENGLISH

    عبدالله ناهض / باحث في العلاقات الدولية والاستراتيجية
    أحمد حيدر/ باحث في العلاقات الدولية والاستراتيجية
    ربما يُعدُّ البرنامج النووي الإيراني من بين أعقد القضايا في منطقة الشرق الأوسط بل حتى قد يصل الأمر إلى مستوى العالم بكامله، كيف لا ونحن نرى كبرى الدول مهتمة بهذا الملف؛ لخطورته على طبيعة توازنات القوى في الشرق الأوسط، لا سيَّما من ناحية تهديده للتفوق الإسرائيليّ في المنطقة، إذ دأبتِ الولايات المتحدة الأمريكية على الحفاظ على استمرار إسرائيل في موقع القوة التي لا تفوقها قوة أخرى في المنطقة من ناحية التسليح وتنوعه، فضلاً عن ضرورة استمرار إسرائيل بوصفها القوة النووية الوحيدة، وأي دولة شرق أوسطية تحاول التقرب من هذا الجانب ستواجه بقوة، لردعها وتحييدها عن هذا الطريق.
     ولعل من بين أبرز الأمثلة على ما ذكرناه هو قصف مفاعل تموز العراقيّ عام (1981) من قبل إسرائيل، حتى أنَّ من بين الفرضيات التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأمريكيّ (جورج بوش الابن)؛ والتي على إثرها برَّرتِ احتلالها للعراق عام (2003) كانت فرضية امتلاك العراق للسلاح النوويّ.
    وكان العمل الوقائي بمثابة الفكرة المحركة لاستراتيجية الأمن القوميّ الأمريكيّ التي نشرتها إدارة الرئيس الأمريكيّ (جورج بوش الابن) في أيلول/سبتمبر 2002، إذ أوضحت هذه الوثيقة بجلاء «أنَّه في هذا العصر الحديث، إذ يسعى أعداء الحضارة علناً وسعياً حثيثاً لامتلاك أشد أنواع التكنولوجيا قدرة على التدمير، لا تستطيع الولايات المتحدة أن تظل خاملة، في حين تتجمَّع نُذُر الخطر»، واليوم يعود هذا الخيار إلى الظهور في واجهة الاحتمالات القابلة للاستخدام في وجه التطور المستمر للبرنامج النوويّ الإيراني.
    يعرف العمل الوقائي بأنَّه عمل يستهدف خطراً في مرحلة التشكُّل أو التكوُّن، إذ يوفر العمل الوقائي ضد البرنامج النووي الإيراني من حيث المبدأ وسائل إفساد البرنامج قبل أن يتمكَّن من إنتاج أسلحة نووية، وفي أقصى الحالات، التي تتمثل بامتلاك إيران للسلاح النووي، يوفر العمل الوقائي وسائل منع هذه الترسانة من النمو والتمدُّد، وقد يتوسَّع إلى إمكانية تدمير الأسلحة الموجودة فعلاً.
    ونظراً لأهمية الشرق الأوسط في الاستراتيجيات الأمريكية المتعاقبة، ونفوذها القوي في المنطقة، المتمثل بشبكة علاقات استراتيجية مع الدول الحليفة في الخليج العربيّ من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، فإنَّ وجود نظام إيرانيٍّ معادٍ لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية يجعل من السعي الإيراني لامتلاك برنامج نوويّ وطني خاص بها قضية ذات أهمية كبرى في أجندة السياسة الخارجية الأمريكية.

    لقراءة المزيد اضغط هنا